هذا القرار ليس سهلاً ولا بسيطاً إيهود أولمرث أعلن الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز -الأحد الفائت - أنّ إيهود أولمرت قدّم له رسمياً استقالته من رئاسة الحكومة. جاء ذلك بعد ساعات فقط من إعلان أولمرت، الذي تلاحقه قضايا فساد، أمام مجلس الوزراء في اجتماعه الأحد، أنه سيستقيل من منصبه، كما يأتي الإعلان بعد أيام قليلة على فوز وزيرة الخارجية، تسيبي ليفني، برئاسة حزب "كاديما" في الانتخابات الأخيرة، إثر إجباره على ضرورة التخلي عن رئاسة الحزب والحكومة نتيجة لملاحقته بقضايا الفساد. لكن أولمرت سيظل رئيساً لوزراء الحكومة الانتقالية إلى أن يتسلم خليفته منصبه رسمياً، وذلك إما عن طريق تشكيل حكومة ائتلافية جديدة، أو بإجراء انتخابات عامة. المرجّح حتى الآن أن يعيّن بيريز، ليفني رئيسة لحكومة ائتلافية، حيث سيكون أمامها أقلّ من شهر للنجاح في تشكيلها. فازت ليفني- 50 عاماً- على منافسها موفاز بفارق 431 صوتاً فقط، أي نحو واحد في المائة من إجمالي الأصوات. وبهذا الفارق الضئيل ، عن منافسها وزير النقل شاؤول موفاز بزعامة الحزب، حققت ليفني خطوة يمكنها أن تمهد الطريق أمامها لتصبح أوّل رئيسة وزراء في إسرائيل منذ 35 عاماً، وكذلك لاستمرار محادثات السلام مع الفلسطينيين،لكن ليفني كبيرة المفاوضين الإسرائيليين مع السلطة الفلسطينية ترفض أن ترتبط برؤية الإدارة الأمريكية الحالية بخصوص المحادثات مع الفلسطينيين والتي تدعو إلى آتفاق قبل نهاية العام. وفي حال نجحت ليفني التي دخلت الكنيست قبل 10 سنوات فقط، في أن تكون خليفة أولمرت في رئاسة الحكومة فإن ليفني التي تدين بفوزها لسمعتها كسياسية نظيفة في حزب دفع أولمرت إلى الاستقالة على خلفية اتهامات بالفساد، ستكون ثاني سيدة تقود إسرائيل بعد غولدا مائير التي شغلت المنصب من 1969 إلى 1974 سيناريوهات مابعد أولمرت هناك سيناريوهات عدة يتوقع حدوثها خلال الشهور القليلة المقبلة، منها أن الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز قد يطلب من وزيرة الخارجية، بصفتها رئيسة حزب كاديما، تشكيل حكومة ائتلافية، وهو ما قد يستغرقها أكثر من شهر للقيام بذلك. ومن السيناريوهات المتوقعة بعد استقالة إيهود أولمرت توقع احتمال انسحاب حزب العمل من الائتلاف الحاكم، وفي حال حدث ذلك فإن حدثاً من هذا النوع قد يدفع نحو إجراء انتخابات عامة مبكرة، أو في أحسن الأحوال قيام ائتلاف حكومي جديد بشركاء جدد. وفيما يعتقد البعض أنّ رئيس الوزراء الأسبق بنيامين نتانياهو، زعيم حزب الليكود المعارض، يمكن أن يستفيد من الظروف لينتزع المنصب، ففي حال تمّت الدعوة إلى انتخابات مبكرة فإنّ زعيم حزب العمل إيهود باراك يمكن أن يأمل في الفوز بالمنصب، رغم ما تشير إليه استطلاعات الرأي من باراك من الصعب عليه الحصول على الدعم الضروري الكافي لتحقيق ذلك. تحديات الطريق إلى رئاسة الحكومة القادمة مزروعة بتحديات، لكن ثمة تحديات كبرى ستواجه من يحصد هذا الموقع من ضمن ذلك مثلاً.. تحديد مصير المحادثات المباشرة مع الفلسطينيين وغير المباشرة مع سوريا، وتلك التي تقوم بها إسرائيل مع الغرب بشأن ملف إيران النووي. وهنا يمكن الإشارة إلى أن أولمرت الذي ابتدأت مهمته في رئاسة الوزراء العام 2006 خلفاً لرئيس الوزراء السابق أرييل شارون الذي أصيب بأزمة قلبية أدخلته في غيبوبة لم يستفق منها حتى الآن، سبق أن تعهد بعدم خوض الانتخابات الحزبية، وذلك في خطاب ألقاه نهاية يوليو- تموز الماضي، شدد خلاله على أنه سيستقيل من منصبه على رأس الحكومة، إفساحاً للطريق أمام الزعيم الجديد لكاديما لتولي المنصب، على أن يؤدي أولمرت مهام تصريف الأعمال خلال الفترة الانتقالية.