التثاؤب والتثاوب لغتان أشهرها«التثاؤب».. يوصف التثاؤب بأنه فعل طبيعي من أفعال التنفس وقد رأينا حيوانات كثيرة تتثاءب من ألطفها تثاؤب الجنين في رحم الأم وتثاؤب القطط على مشاهد الملأ ومن أكثر التثاؤبات قبحاً هو تثاؤب الإنسان على مشهد من الناس دون أن يحول بينه وبين من يشاهده من عباد الله حائل من يده أو بما يملك من وسائل تخفي أسنانه ولسانه وسقف حلقه ولهاته والأجزاء العليا من جهازه التنفسي مثل الحنجرة والأحبال الصوتية، هذه الأجزاء كلها تصبح متاحة للعيان إذا لم يعمد صاحبها إلى سترهاعن عيون الناس. يقال: إن السمك أيضاً والطيور والزواحف تتثاءب وهو أمر مسلٍ وممتع أن يرى الإنسان سمكة أو طيراً أو سحلية تتثاءب أما أن يرى إنساناً أو ثعباناً يتثاءب فلا أظن أن ذلك من الأمور المسلية اطلاقاً. وقد ابتليت كثيراً بعدد من الأشخاص يحضرون لصلاة الجمعة بعدما يكون الإمام قد بدأ خطبته وربما يكون في منتصفها، ومن سوء حظي أحياناً يدفعني وجع الظهر أن أسنده«أي ظهري» على الجدار فيكون وضعي مقابلاً تماماً لمن يختارون مواضعهم في المسجد قبالتي، فيبدأ بعضهم التثاؤب بشكل قبيح ومزعج دون أن يكلف الواحد منهم ستر فمه المفتوح كأنه فم سبع يريد التهام فريسته.. ولا أدري إذا كنتم قد جربتم هذه المواقف الصعبة القاسية أو مررتم بهذا الاختبار الصعب أن تجدوا إنساناً يفتح مصاريع فمه عن آخرها لفترة ليست قصيرة، ثم لايتورع أن يحدث أصواتاً منكرة آه،آآآه... ثم يأخذ بالتمطي ومعاودة التثاؤب وهكذا حتى يفسد على الناس خشوعهم ويشتت تفكيرهم وقدرتهم على الإصغاء والتركيز. وسوف تجدون أمثال هؤلاء كثيراً في شهر رمضان دون حياء أو خجل، مع أن هناك آداباً جاء بها الإسلام وبينها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في كثير من الأحاديث:«إن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب» «وأما التثاؤب فإنما هو من الشيطان، فإذا تثاءب أحدكم فليرده مااستطاع فإن أحدكم إذا تثاءب ضحك منه الشيطان».. وقد أضيف التثاؤب إلى الشيطان ، لأنه يكون مع ثقل البدن واسترخائه وامتلائه، والمراد هوالتحذير من الأسباب التي يتولد عنها التوسع في الأكل وماينتج عنه من ميل إلى الكسل والنوم، ومن غرائب التثاؤب،«العدوى النفسية». فما إن يتثاءب شخص في مجلس حتى ترى العدوى إلى معظم الحاضرين الذين قد تصل نسبتهم إلى 55%.