«النجاح في العراق ليس أمراً مؤكّداً» هذا ما قالته وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس التي وصفت طريق الولاياتالمتحدة في العراق بأنه كان أشقّ وأطول وأصعب مما تخيلته الوزيرة نفسها، وغير معولة على بعض التقدّم الذي تحقق مؤخراً هناك. القاعة الكائنة بمقر وزارة الخارجية الأمريكية امتلأت بالشخصيات السياسية والعسكرية والإعلامية، التي حضرت تكريم قائدين أمريكيين بارزين في العراق حيث منح الجنرال ديفيد بيتريوس قائد القوات الأمريكية هناك، والسفير الأمريكي لدى بغداد رايان كروكر جائزة الأشخاص الموقّرين وهي أرفع جائزة تمنحها الخارجية الأمريكية. هناك تقدم تمّ تحقيقه في العراق، قالت رايس في كلمتها بالمناسبة مستدلة بأن أشياء مثل عودة الاقتصاد العراقي للحياة وعودة النازحين والمهجّرين تمثل تفاؤلاً من نوع ما،لكن الأهم في نظر الوزيرة أن تنظيم القاعدة بات أضعف وأنّ الحكومة العراقية باتت تلعب دوراً أكثر فعالية الآن..كل ذلك يمثل أملاً بحسب الوزيرة التي حيت الجنرال بيتريوس، لكنه بحساب الوزيرة التي وصفت بيتريوس بأنه مفكّر محارب ومحارب مفكّر. ليس أكثر من أمل ضعيف فالنصر في العراق كما تصفه الوزيرة ليس سهلاً ولا مؤكداً. بيتريوس الذي رفِّع إلى منصب قائد القيادة العسكرية المركزية الوسطى في الشرق الأوسط، تاركاً منصبه السابق في العراق، لمساعده السابق الجنرال ري أودييرنو. حيته رايس كونه بحسب توصيفها له استطاع غرس أفكار لمواجهة التمرّد كما تفاوض بصبر مع الزعماء العراقيين والأعداء، وبشكل آخر لم يتم تكريم الجنرال بمناسبة انتصار قواته في تلك الحرب بل لكونه عمل على إبعادهم عن الخطر من خلال التفاوض مع زعماء العشائر. أما السفير كروكر والذي لعب دوراً قيادياً في دفع الزعماء العراقيين والجيران إلى تحديد خياراتهم. فلم يظل الطريق المؤدية إلى لقب محترم فهو - بحسب كوندي - أسد المصالح الخارجية الأمريكية، كما أنّه وفي ظلّ شغله منصبه في العراق توسّعت فرق الإعمار خارج العاصمة العراقية. حفل التكريم إذاً حضر فيه مسئولون كثر وعبارات وألقاب أكثر احتراماً، لكن الحرب الحاضرة في العراق غابت عن عبارات التكريم في القاعة . لم يعد الجمهوريون إذاً يفاخرون بنصر عسكري في العراق رغم حاجة المرحلة الانتخابية، لذلك إن خطاب الوزيرة كان أقرب إلى ظهور الجمهوريين أكثر واقعية خطاباً وبشكل ما أكثر رفضاً لفكرة الخروج دون مبرر كبير مقبول كطلب عراقي ربما أو حاجة كبرى في مكان آخر لكن هذا لم يعد قرارهم الآن بعد أن استبق الديمقراطيون طرح ذلك غير أن خطاب الوزيرة يبين احتمال أن يكون ذات الطلب على طاولة الرئيس القادم في حال كان جمهورياً أيضاً وأنه اختلفت الكيفية أو هذا ما يمكن قراءته من كلمة الوزيرة رايس.