تلعب العادات والتقاليد والأعراف دوراً رئيسياً في تشكيل شخصية الإنسان سواءً كان رجلاً أم امرأة لكنها لاتعطي الوزن ذاته لكل منهما، حيث يحصل «الذكر» وأقول الذكر وليس «الرجل» على كفة الميزان الأثقل داخل الأسرة حيث لديه حق القوامة في المقام الأول ولا أقصد بالقوامة تلك التي حدّدها وعرفّها الشرع بل إن للقوامة معنى آخر لدينا وهو حق الأخ أو الأب أو الزوج «الذكر» بتزويجها وتطليقها وحرمانها من حق التعليم وحصتها من الميراث بل إن بعض القبائل لاتورث المرأة وهي لديهم بما تسبقه ب «عزك الله» وتخيل مايمكن أن يسبق هذه الكلمة من «أذى». بل قد تصل القوامة لدينا إلى الضرب المبرح وهتك العفة وتقديمها قرباناً بلا ثمن لآلهة بلا مسمى وعالم بلا روح ولا حس ولا وطن. لقد لمست هذا كثيراً وأنا أُجري العديد من أبحاث التخرج أو أبحاث مقالاتي الخاصة حيث لا أقسى من جريمة يرتكبها الرجل في حق الأنثى من تسوية كرامتها بالأرض وإبدال كبريائها بالذل ومسح كينونتها بدافع البقاء..بقاؤه هو ..وهو فقط. النساء اليوم لسن كنساء الأمس مهما واجهتهن خطوط حمراء يرسمها المجتمع ما أقرتها سماء ولا وافقتها أرض..أنكرها الله ورفضتها طبيعة البشر تجدهن شامخات مثل جبال هذا الوطن ولعلي يجب أن أذكر هنا أن المرأة اليمنية أكثر امرأة صابرة مثابرة.. سريعة التأقلم مع قوالب الحياة.. متمسكة بجذورها..ومتميزة في أصولها..محبة..فهي أم..كل ما فيها أمومة.. وكفى..لكن الكسر الأكثر تحطيماً والأبشع أثراً حيث الضحية فيه جماعية بل مجتمعية عوضاً عن كونها نفسية، إنه الطلاق، الحلال البغيض والقنبلة الموقوتة والسلاح النووي المدمر الذي يصنع بالمجتمع ماتصنعه القنبلة النووية من دمار نفسي وإفلاس معنوي ونقمة جبارة في قلوب الضحية الأولى والأخيرة «الأطفال» «غداً يكبرون وينسون» هذا مايقوله الكبار لكن الحقيقة غير ذلك تماماً.. الحقيقة أنهم يكبرون ويتذكرون الجراح العميقة التي نحتها الآباء بالقسوة وشكلتها الأمهات بالضعف والاستسلام وأطّرها المجتمع بالتسلط والتبعية وانتهاك إنسانية المرأة ابتداءً بأزواج يلعنون النور ويكرهون العلم، وسلاحهم في حربهم ضد المرأة إما المال وإما الجهل وانتهاءً بقانون جامد خارج أسوار الإنسانية..بينما الوضع اليوم أخطر مايكون عليه إذ يتطلب الأمر حلولاً سريعة مرنة نتيجة لانتشار الطلاق على صفحة المجتمع وزيادة تسلط الرجل وكنتيجة حتمية لذلك كله ضياع الأطفال وشرخ إنسانيتهم وانتهاك طفولتهم وقتل البراءة في عيونهم وقلوبهم. ونتيجة لانتشار واستشراء المحسوبية وانخراط القضاء في سلك الاستقلال المدني ، نتيجة لكل ذلك ظهرت الضحية التالية وهي المرأة المغلوبة على أمرها والتي يفرض عليها المجتمع متمثلاً بالأسرة وحتى المؤسسات الاجتماعية المختلفة أقسى أنواع العنف النفسي والجسدي أيضاً وربما أكثر من ذلك بكثير فمن يهمه أن يدري ؟. المجتمع ينظر للمرأة «نظرة» المطلقة النظرة ذاتها للسلعة المستخدمة..انتهاء صلاحية.. بخس..احتقار..تجرؤ.. مجتمع بذيء متطرف وقانون يحمي المتطرفين والنتيجة نساء على هامش المجتمع..بل قد يكن على هامش الحياة أيضاً.