كشف الرئيس الأمريكي جورج بوش عما أسماه "عمليات احتيال" سبقت الأزمة المالية المتنامية، واصفاً أنه يتم حالياً التعامل مع تلك العمليات، متعهداً - بوش - مجدداً يوم الجمعة الفائت بمواصلة إدارته العمل على حل الأزمة المالية، التي ما زالت تداعياتها تعصف بالأسواق العالمية، ومشدداً على أن الحكومة الاتحادية ستعمل على تفادي قيام البنوك بالاستحواذ على المساكن التي تعثر الأمريكيون في سداد ديونها نتيجة الأزمة المالية.. كان الرئيس الأمريكي يهدف لحظتها إلى طمأنة مواطني الولاياتالمتحدة القلقين على إيداعاتهم النقدية لدى البنوك، كما يتضح من قوله : «كل سنت مؤمن عليه». .السبب الحقيقي للأزمة في نظر الرئيس نجم عن "القلق" الذي انتاب المواطنين نتيجة الانخفاض في سوق العقارات خلال الفترة الماضية، ما أدى بحسبه إلى فرض أعباء إضافية على العديد من الشركات العقارية التي تتعامل بالقروض، في الوقت الذي كانت تعاني فيه البنوك من عدم توافر فوائض مالية لديها لإقراض تلك الشركات..بوش الذي كان صادقاً في الثالث من أكتوبر- تشرين الأول الجاري، على خطة "الإنقاذ" المالي، التي اقترحتها إدارته، حاول في خطاب الطمأنينة الذي وجهه من البيت الأبيض استعراض عدد من الإجراءات التي اتخذها الاحتياطي الفيدرالي بهدف التصدي لتلك الأزمة، مشيراً في الوقت نفسه إلى قرار البنوك المركزية في عدد من دول العالم، بخفض نسبة الفائدة على القروض البنكية..وأضاف : إن مخاوف الأمريكيين نتيجة العجز النقدي في البنوك «مبررة»، إلا أنه استدرك قائلاً: إن القلق يؤدي إلى مزيد من القلق، ما قد يزيد من صعوبة استيعاب الإجراءات التي تتخذها الإدارة لمعالجة الأزمة، وشدد نستطيع حل هذه الأزمة، وسنفعل ذلك..على الشعب الأمريكي أن يثق في حكومته،التي تعمل وستواصل العمل على حل الأزمة، من خلال توفير النقد للمؤسسات المالية، بحسب الرئيس لكن الأمريكيين أكثر قلقاً، دلك أن"خطة الإنقاذ" وبحسب الخطاب تحتاج لوقت كاف حتى تظهر نتائجها. وتقضي خطة بوش تقديم 700 مليار دولار لإنقاذ القطاع المصرفي..الخطاب كان جاء بعد قليل من مناشدة قادة الكونغرس من الديمقراطيين، الدعوة إلى قمة طارئة لمجموعة الثمانية الكبار التي تضم كلاً من ألمانيا وإيطاليا وبريطانيا واليابان وكندا وروسيا والولاياتالمتحدة وفرنسا، من أجل بحث عدم الاستقرار المالي حول العالم..تلك المناشدة التي جاءت في رسالة بعثتها رئيسة مجلس النواب الأمريكي، الديمقراطية نانسي بيلوسي، وزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ السيناتور الديمقراطي هاري ريد، حثت بوش إلى الإسراع في عقد الاجتماع، وفق ما جاء في بيان صادر عن المشرعين..ومما ورد في الرسالة : الأمريكيون والعالم يتطلعون إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية للقيادة، ندعم مطالب عقد قمة طارئة، وبعث رسالة قوية بأن قادة العالم سيقرون بحدة الأزمة، وأنهم ملتزمون باتخاذ خطوات قوية ومنسقة لحل الأزمة.