الصحابية اليمانية الجليلة أسماء بنت يزيد بن السكن الانصارية رضي الله عنها أوتيت فصاحة الكلم، وحسن البيان، وسحر البلاغة، مما جعلها تدعى «خطيبة النساء»، وكانت أسماء تنوب عن نساء المسلمين في مخاطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يتعلق بهن، كما كانت شجاعة، ثابتة، مجاهدة. ولعل في المشهد التالي مايجسد كل هذه الصفات، فقد أتت ذات مرة أسماء الرسول صلى الله عليه وسلم وهو بين أصحابه فقالت: بأبي أنت وأمي يارسول الله، أنا وافدة النساء إليك، وإني رسول من ورائي من جماعة نساء المسلمين، كلهن يقلن بقولي، وعلى مثل رأيي، إن الله عزوجل بعثك إلى الرجال والنساء كافة، فآمنا بك واتبعناك، وإنا معشر النساء مقصورات مخدرات، قواعد بيوت، ومواضع شهوات الرجال، وحاملات أولادهم، وإن الرجال فضلوا علينا بالجمع والجماعات، وعيادة المرضى، وشهود الجنائز والجهاد في سبيل الله، وإذا خرجوا إلى الجهاد حفظنا لهم أموالهم، وغزلنا أثوابهم وربينا أولادهم، افنشاركهم في هذا الأجر والخير يارسول الله؟ فالتفت الرسول صلى الله عليه وسلم بوجهه إلى أصحابه ثم قال: «هل سمعتم مقالة امرأة أحسن سؤالاً عن دينها من هذه؟ فقالوا: بلى يارسول الله، ماظننا أن امرأة تهتدي إلى مثل هذا، فالتفت الرسول إلي فقال: «انصرفي يا أسماء، وأعلمي من وراءك من النساء أن حسن تبعل إحداكن لزوجها، وطلبها لمرضاته واتباعها لموافقته يعدل كل ماذكرت للرجال، فانصرفت أسماء وهي تهلل وتكبر فرحة واستبشاراً.