وأخيراً توصل العلماء، لا إلى كوكب المريخ، وحسب، وإنما إلى مياه المريخ. ففي مؤتمر صحفي عقده البروفيسور«وليام بوينتون» الأستاذ بجامعة أريزونا في الولاياتالمتحدةالأمريكية، ويعد البروفيسور كبير علماء جهاز التحليل الحراري للغازات الثنائية. قال في مؤتمره الصحفي: نعم لقد وجدنا المياه هكذا قالها بكل ثقة وافتخار، وكأنه يتحدث عن أية بقعة في هذه الأرض الواسعة والمليئة بخيراتها المختلفة لكنه الطموح لهذا الإنسان الذي استطاع أن يحقق مالم يكن في أحلامه وخياله الذي ساعده على تحقيق ماتحقق من معجزات وخوارق.. ثم يضيف البروفيسور قائلاً: كنا قد عثرنا من قبل على دلائل تشير إلى وجود مياه متجمدة من خلال صور المركبة«مارس أوديسي أوبينز» ومن خلال اختفاء المساحات البيضاء التي كشفتها فونيكس في الشهر الماضي، إنما هذه هي المرة الأولى التي نلمس فيها المياه المريخية ونتذوقها. هذا وتجدر الإشارة بنا إلى ماقالته مجلة العربي العلمي من أنه بناء على الأداء الممتاز الذي أظهرته المركبة«العنقاء» وإلى حالتها الجيدة فإن وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» قررت تمديد مهمة المركبة التي كلفت مبلغاً وقدره 024 مليون دولار.. والجدير ذكره هنا أن مهمة المركبة كان ينبغي أن تنتهي في أواخر شهر أغسطس المنصرم، واستمر بقاؤها حتى الثلاثين من شهر سبتمبر، وفي نفس الموعد عادت بسلام وأمان.. وفي تصريح لكبير علماء برنامج اكتشاف المريخ:ميكل ماير بالمقر الرئيسي للوكالة في واشنطن قال: «فونيكس» في حالة جيدة وآفاق استفادتها من الطاقة الشمسية تبدو ممتازة، لذا يتعين علينا أن نحقق أقصى استفادة من وجود هذا المصدر في أكثر المواقع أهمية على المريخ. هذا وقد جاءت عينة التربة من حفرة عمقها بوصتان تقريباً وعندما وصلت ذراع«فونيكس» لأول مرة إلى ذلك العمق اصطدمت بطبقة صلبة من الجليد المتجمد ففشل العلماء في الحصول على أدلة على وجود المياه عبر محاولتين متواليتين لنقل عينات من الجليد المتجمد إلى المختبر داخل المركبة، وذلك بسبب التصاق العينة بمغرفة الذراع وبعد أن تعرضت العينة للهواء المريخي لمدة يومين، تبخر جانب من مياه العينة مما سهل نقلها إلى مختبر المركبة، والوصول إلى الاكتشاف الذي انتظره العلماء طويلاً. ومنذ هبوط«العنقاء» على سطح الكوكب الأحمر في 52 مايو الماضي، وهي تواصل دراسة تجربة المريخ من خلال المختبر الكيميائي المعروف اختصاراً باسم: «TEGA»، وميكروسكوب ومجس توصيلي، وعدة كاميرات بهدف التحقق من وجود مياه متجمدة قرب سطح المريخ، هذا علاوة إلى معرفة العلماء ماإذا كانت المياه المريخية المتجمدة قد ذابت في أي مرحلة زمنية واحتوت على أي شكل من أشكال الحياة.والتحقق من وجود مركبات كيميائية تحتوي على الكربون أو أي مكونات أخرى من التي يتطلبها وجود الحياة. هذا كما تستهدف هذه المهمة مهاماً أخرى بهذه الرحلة، ومن هذه المهام : استطلاع هواء المريخ، حيث يقوم جهاز كندي على متن المركبة باستخدامه لأشعة الليزر بدراسة الغبار والسحب فوق المركبة وفي هذا الصدد تتحدث الباحثة فكتوريا هيكين لوكالة الفضاء الكندية : «انه مصباح ليزر قوته 03 واط يقدم عرضاً ليزرياً رائعاً في سماء المريخ».. ويتحدث الاستاذ مارك ليمون بجامعة تكساس وكبير علماء فريق كاميرا الاستيريو السطحية بنض المركبة: التفاصيل والنماذج التي شاهدناها على الأرض تظهر سهولاً ثلجية على مدى البصر وستساعدنا على رسم القياسات التي نقوم بها للمنطقة التي تعمل فيها الذراع الروبوتية وترجمة هذه القياسات على المدى الأوسع. كانت هذه خلاصة لمتابعة أحد محرري مجلة العربي العلمي : أيمن حسن. وإذا كنا عزيزي القارىء قد عرفنا ماتوصل إليه العلماء على صعيد وعمق باطن المريخ، هذا الكوكب الذي يبعد عن الأرض بملايين الأميال، هذا الحديث لو أن واحداً تحدث به قبل نصف قرن من اليوم، لاعتبره من استمع إليه مخبولاً، أو مصاباً بمس أو جنون، لكنه اليوم حقيقة واقعة لا غبار عليها، ولاسيما وأن المركبة العنقاء قد وافتنا بصورة واضحة للعيان وهي صور لاتختلف كثيراً عن كوكبنا الأزرق الجميل الذي لا أعتقد أن ثمة كوكباً بهذا الوجود يشبهه من قريب أو بعيد. وعلى صعيد آخر وعلى كوكب آخر تمكن علماء وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» من إرسال مركبة أخرى في مهمة أخرى إلى سطح القمر «تيتان» واسم هذه المركبة «كاسببني » وحملت على متنها جملة من الأجهزة والمعدات الدقيقة، ويعتقد العلماء أن القمر «تيتان» يحتوي على عدة محيطات من غاز الايثان، إلا أن بحوثهم ماتزال قيد الدراسة هذا بالنسبة للمريخ ومن ناحية أخرى قامت وكالة الفضاء الفرنسية بمشاركة وكالة الفضاء الاروبية «ايسا» بالتعاون مع وكالات فضاء من النمسا واسبانيا والمانيا وبلجيكا والبرازيل بأول مهمة فضائية مكرسة كلياً للتفتيش عن كواكب خارج المجموعة الشمسية وسيكون هذا التلسكوب الفضائي «COROT» مكرساً للتفتيش عن أية كواكب أخرى خارج المجموعة الشمسية». ومراقبة نحو 021 ألف نجم وتسجيل الخفوتات المؤقتة في بريقها والقيام بدراسة الكواكب قرب سطوحها. وهكذا عزيزي القارىء نلاحظ كيف ان العلماء لايمر يوم واحد من العمر إلا ويطلقون فيه المئات من براءة الاختراع أو الكشف عن ماهو مجهول ومخفي عن العلم والمعرفة لا في شئون الحياة على أرض هذه البسيطة، وإنما في أرجاء هذا الكون الواسع وفضاءاته الواسعة.