أما الكذب فهو رذيلة الرذائل وأقبح الأخلاق والصفات، والكاذب إنسان لا تُؤمن غوائله ولا جوانبه. وغاضب رجل امرأته لأنها استأذنت أن تغادر المنزل إلى السوق، فلقيها معه في المسجد تصلي التراويح، فالمسألة مسألة مبدأ لم لا تشعره بذلك؟!. وقد أصبح الكذب فناً وقاسماً مشتركاً بين الناس، وهذه مصيبة جماعية، فالمرأة تكذب والزوج يكذب، والصحافي «..» وأستاذ الجامعة «..» والخطيب على المنبر«..» والحزبي يكذب والطالب يكذب ومعلمه يكذب والتاجر يكذب والمقوت يكذب ويحلف. ووسائل الإعلام العربية «..» موجهة خطابها الإعلامي إلى مخلوقات أخرى، وربما مفترضين، بانتظار ما تعلنه مركبة «ناسا» للفضاء؛ فلا دخل لها لا في الصدق والحث عليه ولا في شؤون التنمية الاجتماعية. والقليلون الوطنيون العاملون في هذه الأجهزة مساكين لا حول ولا قوة لهم ولا دعم ولا تشجيع لهم، يكرعون ماء وجوههم أمام أمناء «معكوسة» الصناديق!!. ولا تستجيب لهم الجهات ذات العلاقة لتسوية أوضاعهم ورفع درجاتهم الوظيفية التي لايزالون يراوحون مكانها وهذا ظلم شديد وادعاء كاذب من الجهات بأنها تنصف المواطنين وتسلّم الإعلاميين حقوقهم. قلت إن الكذب من أسبابه الخوف، فالشجاع لا يكذب؛ بل يقول الحق ويدافع عن الحقيقة، ونجد الكذب كثيراً عند الأطفال لأنهم يخافون آباءهم الذين يبادرونهم بالضرب الغشوم وربما القاتل على غرار ما نقرأ في صحف الحوادث!. لا نحتاج إلى دين جديد يجاهدنا للتخلص من الكذب، فلقد رضينا بالإسلام ديناً، وهو دين يعتبر الكذب أسوأ خُلق لأصحاب النار.