«أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت» صدق الله العظيم منذ آلاف السنين استأنس الإنسان الجمل واعتمد عليه في كثير من أموره المعيشية، حيث توجد بعض الأدلة على أن عملية الاستئناس أو على الأقل المراحل المبكرة منها قد تمت منذ مايقرب من 4500سنة، ويعتقد الباحثون أن حضرموت هي المنطقة التي تم فيها استئناس الجمل. ولهذا نجد أن هناك ثلاثة أنواع من الإبل اشتهرت بها اليمن وتزخر بها كتب التراث والشعر العربي القديم وهي «الإبل الصيعرية» و«الإبل الأرحبية» و«الإبل المهرية» وقد وضع حكيم الشعب اليمني علي بن زايد الجمل من ضمن الوسائل الناجحة التي تخرج المجتمع من وطأة وشبح الفقر: يقول علي بن زايد ما يجبر الفقر جابر غير البقر والزراعة وإلا جمال تسافر تقبل بكل البضاعة ولقد كانت الجمال عند اليمنيين سفينةالصحراء وهي التي حملوا على ظهورها منتجات أرضهم الطيبة من البخور واللبان والمر والبن وغيرها ومضوا على طريق القوافل إلى بلدان المعمورة. ولعل أهمية الجمل في حياة الإنسان اليمني كان قد عبر عنها اجدادنا في مثلهم القائل:«إذا ماشي معك عمل دور لك على جمل».