مرة أخرى تثبت الصين أنها مغايرة لمألوف الفكر والممارسةالسائدة في العالم ، فأمام الأزمة المالية الدولية العاصفة مازالت الصين قادرة على إعادة نسبة النمو السابق وقدره 14 في المائة، وهو النمو الذي كانت قد قبحته بقرار سياسي رحمة بالعالم ، كما تتوفر الصين على رصيد استراتيجي من العملة الصعبة يقدر بحوالى 20 ألف مليار دولار، وهو رصيد كفيل بحل المشكلة المالية الدولية إذا شاءت الصين أن تقدمه كقرض ميسر السداد على مدى سنوات طويلة، ومن اللافت للنظر أنه وأمام الانحسار الكبير وتراجع الاستهلاك في العديد من بلدان العالم تشهد الصين طفرة في الاستهلاك الشخصي وإغفالاً مطمئناً لثقافة الادخار الشعبي في إشارة إلى مدى ثقة الشعب الصيني بسياسات حكومته ، كما إن بعض أبرز صانعي السيارات في العالم قرروا نقل صناعتهم إلى الصين ليقينهم بأن هذا هو المنقذ الوحيد لهم. هذه المؤشرات تدلل على أن الصين التي اختطت طريقاً خاصاً ومغايراً للعالم بشرقه وغربه تثبت مرة أخرى حكمة بالغة تستحق الدراسة والنظر حتى يعرف الغافلون المتغطرسون أن التنين كان دوماً على حق.