عالم اليوم أصبح يعيش حالة من الفزع والخوف وفي المقدمة الدول النامية جراء الأزمات المالية والاقتصادية المتلاحقة فأصبحت هذه الدول تنظر إلى المستقبل نظرة سوداوية لانها لاتستطيع مواجهة مثل هذه الأزمات نظراً لضعف اقتصادها واعتمادها على مصدر أو مصادر محددة في اقتصادها القومي علاوة على ماتعاني منه الكثير من هذه الدول من سوء الإدارة وفسادها وإزاء هذه الموجات من الأزمات الاقتصادية والمالية المتلاحقة والتي لاترحم كل من يتقاعس أو لايقف في وجهها بالكثير من اتخاذ الخطوات الهادفة من التقليل في وطأتها على الناس والتي تسببت في اتساع دائرة الفقر والبطالة في الكثير من بلدان العالم فان مثل هذه البلدان سوف تواجه الكثير من الأخطار تصل إلى النيل من سيادتها والعالم العربي جزء لايتجزأ من هذا العالم المتشابك في المنافع والمصالح يؤثر ويتأثر كما هو الحال في الأزمة المالية التي عصفت بالعالم التي كانت بدايتها في الولاياتالمتحدةالأمريكية لتتطاير شرارتها إلى كل أرجاء المعمورة ومثال على ذلك الهبوط المريع لأسعار البترول وتدهور الكثير من عملات الدول واغلاق شركات عملاقة وتسريح عشرات الآلاف من العمال والموظفين كل هذا قد كان له تداعياته في كل أنحاء العالم لكن السؤال الذي يطرح نفسه إزاء كل هذا هل استفادة دولنا العربية الفنية في الدرجة الأولى ثم الفقيرة بالدرجة الثانية وهل استفادة من المعطيات التي اجتاحت العالم خلال عامنا هذا وماسبقه من الارتفاع الجنوني للأسعار وخصوصاً أسعار المواد الأساسية التي لاغنى للإنسان عنها، فهل هذه الدول استعدت لوضع الخطط والبرامج الاقتصادية الهادفة إلى حماية المواطن العربي من أي هزات قد تهدد لقمة عيشه ويصبح أسير سياسات واملاءات غيره هل استعدت دولنا العربية لتنويع مصادر دخلها من خلال بناء العديد من المشاريع الاقتصادية الإنتاجية وخصوصاً الاستثمار في المشاريع الزراعية العملاقة الذي يؤدي إلى اكتفاء الوطن العربي من الغذاء وهل استفادت الدول العربية الفنية من الانهيارات المالية في البنوك والشركات في أمريكا وأوروبا والتي كان لها الاستثمارات الكبيرة فيها والعمل بدلاً عن ذلك الاستثمار في البلاد العربية التي تنتظرعودة المال العربي إلى الداخل لتساهم في خلق واقع اقتصاد عربي متطور يستطيع ان يواجه الهزات والكوارث المالية والاقتصادية التي تظهر من حين لآخر فالوطن العربي لازال بكراً وهو بحاجة إلى الاستثمارات الكبيرة والعملاقة وهذا هو الضمان الكبير لعدم ضياع الأموال العربية، وليعرف أغنياؤنا العرب بان أموالهم المودعة والمستثمرة في بنوك العرب وشركاتها تتعرض لمؤامرات الابتزاز والنهب والوقائع قد أثبتت ذلك كما ان على دولنا العربية الفقيرة ان تعمل على تنويع مصادر دخلها وان تعمل على تحديث إدارتها وضرب الفساد فيها مالم فان تسونامي المال والاقتصاد سوف يطيح بالجميع وفي المقدمة الدول الفقيرة التي نحن جزء منها وعلى العرب ان يرفعوا شعار الاكتفاء الذاتي من الكساء والغذاء، ومن المعيب على العرب ان يناشدوا الرأس المال الأجنبي للاستثمار في البلاد العربية بينما الاستثمار العربي يهاجر إلى أوروبا وأمريكا وبمئات المليارات من الدولارات أليس هذا يوحي للمستثمرين الأجانب بان الاستثمارات في البلاد العربية غير مأمون النتائج لذا فان على دولنا العربية الفنية ان تعي جيداً مخاطر استثماراتها في أمريكا والغرب من خلال الأزمات التي عاشتها تلك البلدان وذهبت عشرات المليارات أدراج الرياح جزء من هذه المليارات هي إما لدول أو لأثرياء عرب.. نقول في الأخير ان البلاد العربية مهيأة لاستقبال الاستثمارات العربية الكبيرة وكل بلد عربي له مايميزه من الاستثمار منها ماهي زراعي وأخرى سياحي وصناعي وغير ذلك من الاستثمارات ومن ذلك نكون قد ساهمنا في القضاء على الكثير من الظواهر الاجتماعية كالبطالة والفقر وغيرهما.. ولرب ضار نافع