جاء البيان الختامي الصادر عن قمة الخرطوم منسجماً مع تطلعات شعوب الدول المنضوية في عضوية تجمع صنعاء، خصوصاً في مجال تعزيز التعاون السياسي والأمني والاقتصادي باعتبار تجمع صنعاء تكتلاً إقليمياً يهدف إلى حماية المصالح المشتركة لدول التجمع على مختلف الأصعدة. { لقد استقرأت القمة متطلبات المرحلة القادمة خصوصاً في المجال الأمني وحماية الملاحة الدولية في القرن الافريقي التي كانت أحد أهم الملفات التي استشعرها قادة التجمع، حيث أكدوا أن تعزيز سلامة الملاحة البحرية في تلك المنطقة الهامة للحركة التجارية الدولية يتطلب دعم المجتمع الدولي لإعادة بناء مؤسسات الدولة الصومالية باعتبار أن حل القضية الصومالية يعد المدخل الحقيقي لاستقرار أوضاع منطقة القرن الافريقي. وما يجب التأكيد عليه هو ضرورة تعاطي المجتمع الدولي وفي المقدمة مجلس الأمن مع قرارات قمة الخرطوم من خلال الاستجابة للمطالب الداعية إلى استصدار قرار دولي لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة ومحاكمة مرتكبي جرائم الإبادة بحق الشعب الفلسطيني كمجرمي حرب والإسراع في مد العون لأبناء غزة وبما يضمن رفع معاناتهم. { لقد أكد قادة تجمع صنعاء دعمهم لجهود المصالحة الوطنية الصومالية وهو ما يستدعي من الأسرة الدولة الاضطلاع بمسئولياتها في دعم تلك الجهود وأن تتبنى دعوة القمة لإنشاء صندوق لإعادة إعمار الصومال الشقيق كضرورة حتمية لتمكين الحكومة الصومالية من بسط نفوذها وإنهاء الاختلالات الأمنية في منطقة القرن الافريقي. { إن التعاطي المسئول مع ما خرجت به قمة الخرطوم من قرارات تشكل في مجملها آليات عمل لإحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط والقرن الافريقي، كونها قرارات لامست الواقع ومتطلبات النهوض بالمستقبل وبما يضمن مواجهة التحديات المختلفة... فعلى الصعيد الاقتصادي والتنموي أكد قادة التجمع ضرورة تطوير المصالح المشتركة من خلال إنشاء مناطق صناعية وتجارية مشتركة، وفي المجال السياسي شددوا على أهمية تنسيق مواقف دول التجمع إزاء القضايا الإقليمية والدولية وتعزيز التعاون الأمني.. وهو ما يؤكد أن تجمع صنعاء تكتل إقليمي سيكون له شأن في الخارطة السياسية.