تحتضن العاصمة السودانية الخرطوم منتصف الأسبوع القادم قمة مادة دول تجمع صنعاء والتي تعقد في ظرف دولي بالغ التعقيد ويعد تجمع صنعاء تكتل اقليمي يعول عليه كثيراً في مواجهة التحديات الاقتصادية والتنموية كونه جسر للتواصل بين آسيا وافريقيا وبهدف إلى تحقيق تطلعات شعوب دول التجمع في التكامل الاقتصادي وتعزيز المنظومة الأمنية. لقد جاء ميلاد تجمع صنعاء استشعار من فخامة الرئيس علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية بضرورة ايجاد تكتل اقليمي يدافع عن مصالح الأمة ويعزيز من مكانتها بين الأمم ويسهم في توطيد أواصر العلاقات التاريخية بين دول وشعوب الدول العربية والقرن الافريقي خصوصاً وان التطورات الدولية التي فرضها النظام الدولي الجديد يتطلب ايجاد تكتلات اقليمية لمواجهة التحديات الاقتصادية والتنموية. ومن المؤكد ان أجندة قمة الخرطوم ستتضمن بحث السبل الكفيلة في القضاء على القرصنة التي تتعرض له السفن التجارية قبالة السواحل الصومالية من خلال تجديد دعوة المجتمع الدولي إلى دعم جهود المصالحة الصومالية وبما يمكن الحكومة من بسط نفوذها في الأراضي الصومالية سيما وان قادة تجمع صنعاء يدركون أهمية تحقيق السلام في دول القرن الافريقي كمدخل ضروري للقضاء على القرصنة والإرهاب. كما ان شعوب دول التجمع يتطلعون إلى ان تخرج قمة الخرطوم بقرارات تعزز من تشابك المصالح بين دول التجمع. لذلك ينبغي على المجتمع الدولي التعاطي المسئول مع ما ستخرج به قمة الخرطوم من قرارات تتصل بقضية النزاعات في دول القرن الافريقي.