النساء كالرجال تماماً في صلتهم بالوجود وتضاريس الحياة، فكما كان من الرجال من يمارسون ضروباً من السلوكات الأغرب من الخيال فإن بعضاً من القامات النسوية التاريخية مارسن أشكالاً من التصرفات التي يمكن وضعها في خانة معقول اللامعقول، ومن تلك التصرفات الغرائبية نقتطف هذه الأمثلة عندما زارت الملكة «فيكتوريا» مدينة «كوبنرج» الإنجليزية أمرت برش شوارع المدينة بالكولونيا، واحتار المفسرون لهذا السلوك، فمنهم من اعتبره فانتازيا ملكية، ونوعاً من التفاخر بالثراء، ومنهم من اعتبره وسيلة لتطهير الشوارع توطئة لمرور موكب الملكة. زوجة الملك هنري الثامن لم يكن القفاز يفارق يديها صيفاً وشتاء، وقد قيل إنها كانت تخفي اصبعاً سادساً من يديها، لكن أحداً لم يُشاهد عملياً تلك الأصبع الزائدة التي كانت تخفيه زوجة الملك . الملكة «فاندين» أوعزت لحراستها بحبس حلاقها الخاص لمدة ثلاث سنوات حتى تخفي عن العامة ماكان يعرفه ذلك الحلاق ! . فلقد غزا الشيب شعرها، ولم يكن الأمر معروفاً إلا للحلاق البائس الذي دفع ثمن مهنته . أنجبت امبراطورة النمسا «ماري تيريز» ستة عشر ولداً وبنتاً، وبهذا سجلت رقماً فريداً في الإنجاب الملكي التاريخي، الأمر الذي جعل بعضآً من سلالتها الأُفقية ملوكاً وأميرات. ملكة النمسا« مارجريت» استشاطت غضباً عندما قٌدم لها هدية عبارة عن جوارب نسائية حريرية، والسبب أنها كانت ذات ساقين نحيفتين قبيحتين، واعتبرت تقديم تلك الهدية ايماءً لتلك الساقين النحيفتين . خادمة القصر الامبراطوري الصيني « موتشيه تيان » أصبحت بعد حين من الدهر امبراطورة ؛ لأنها تخلصت بالقتل كل من اعتبرته حجر عثرة أمام طموحها !! زوجة نابليون الثالث الامبراطورة «اوجيني» لم تكن تلبس الحذاء إلا مرة واحدة، وهكذا كان لها في كل ارتداء ملابس حذاءً جديداً !! ، وهذا يذكرنا بما كان من أمر آخرين ممن اصبحوا يسيرون على هذا التقليد . ملكة بولندا« اريستيان ايرهاردن » التي كانت ملكة فعلية لبلدها لمدة ثلاثين عاماً لم تطأ قدماها بولندا !! ابنة التاجر الإيطالي الفاتنة « ديزي كلاري » كانت مثار إعجاب الجنود، وقد خطبها ثلاثة منهم تباعاً، وأصبح كل واحد منهم ملكاً !! ، والجنود هم: نابليون بونابارت وجوزيف برنادوت، وأخيراً ملك السويد برنادوت، وبهذا المعنى يمكن القول إنها كانت صانعة ملوك بامتياز . هذه الشذرات من شواهد النساء الاستثناء في التاريخ إشارة أخرى الى مثالبهن، وقوة نفوذهن، بل غرائبية ما يمكن أن نقرأه ونسمعه من تواريخ الأمم والامبراطوريات .