في كتابهما الشهير الموسوم ب «عاصفة الصحراء» اعترف مؤلفاه «بيار سالنجر» و«أريك لوران»، بأن المحطة التلفازية الشهيرة ال (C.N.N ) لعبت دوراً كبيراً في انتصار معركة «عاصفة الصحراء» بالصوت والصورة والتقارير الأخبارية المصاغة بعناية فائقة يساعدها في الحصول عليها مكانتها ومهنيتها الصحافية، إذ تعتبر من أهم الفضائيات جدية وخطورة وثراء ودقة في المعلومات. أما في غزو العراق فقد برزت فضائية قناة «الجزيرة» كمنافس جديد لهذه القناة الشهيرة ونجحت في كشف ما يجري من عمليات عسكرية بالغة الخطورة والسرية نفذتها القوات الخاصة الأمريكية منفردة عن قوات التحالف، الأمر الذي أثار حفيظة «بوش» فصرح بضرب مكاتب الجزيرة وتدمير مقرها الأساس لولا تدارك «العقلاء» الدوليين لهذا الأمر، وسيكشف زميلنا «سامي الحاج» هذه الحقائق. واليوم تؤدي هذه القناة التي تبث من دولة «قطر» العربية الأبية رسالتها الإعلامية العربية الإنسانية في دعم الصمود والتصدي الذي تبديه المقاومة الفلسطينية الباسلة في مواجهة آلة الدمار العسكرية الإسرائيلية الغاشمة في عدوانها الهمجي على «غزة» الباسلة، إلى جانب الموقف الشجاع لسمو الأمير المفدى حمد بن خليفة آل ثاني - أمير قطر - الأبية، الأمر الذي ساعد على صمود المقاومة الفلسطينية في «غزة» في وجه أعتى وأشرس آلة حرب عسكرية في منطقة الشرق الأوسط بغض النظر عن جبن أفراد وقادة جيشها، حيث استعملت في هذه الحرب الظالمة - غير المتكافئة - أنواعاً من الأسلحة والقذائف المحرمة دولياً وأخطرها «الفوسفور الأبيض» وأسلحة دمار وقذائف تجرب لأول مرة. ومثلما أثبتت المقاومة الفلسطينية الباسلة في «غزة»، مراساً وصلابة في مواجهة أسطورة «الجيش الذي لا يقهر»، وأعادت الاعتبار لعمق وصلابة القضية الفلسطينية ومشروعيتها، أثبتت فضائية «الجزيرة» جدارة الكلمة والصورة في مواجهة العدوان ومخططاته الرامية للقضاء على القضية الفلسطينية، جنباً إلى جنب المقاومة وكشفت بالصوت والصورة جرائم جيش إسرائيل الذي لم يميز - وهو يرتكبها بالحق الفلسطيني العربي- بين طفل وامرأة ومسن ومقاومين أبطال، معركة عدوانية همجية، كلما شعرت إسرائيل بهزيمتها فيها كلما أوغلت في مجازرها، وكما قال خالد مشعل - رئيس المكتب التنفيذي لحماس عنها: «إسرائيل فقدت عقلها وهي تثأر بعد فشلها أمام المقاومة في غزة». كما أثبتت «الجزيرة»، وطاقمها المجرب والشجاع، بطلان أسطورة إمبراطورية «مردوخ» الإعلامية الأمريكية ومن بينها ال «C.N.N» نفسها في التأثير واحتكار توجيه الرأي العام العالمي لمؤازرة إسرائيل في حربها العدوانية، بدليل تفوق «الجزيرة» في شد أنظار الأنظمة والشعوب الغربية إلى ما يجري في «غزة» وتغيير النظرة النمطية التي كانت تنظر بها إلى قضية الشعب الفلسطيني التي كرستها امبراطورية «C.N.N» التي يسيطر عليها اللوبي الصهيوني في أمريكا، فنجحت «الجزيرة» في تأجيج مشاعر شعوب العالم أجمع للتنديد بتلك الجرائم والمجازر الإسرائيلية، وما المظاهرات والاعتصامات والمسيرات التي لا تزال تعم عواصم العالم إلا دليلاً على المساهمة الفعالة التي لعبتها هذه القناة الفضائية الباسلة. لا أريد صرف أنظاركم عن متابعة «الجزيرة» بقراءة هذا المقال.. فتابعوا «الجزيرة».. ولكم أن تبعثوا لها بتحية تقدير وثناء على دورها وموقفها المشرف تجاه المقاومة الفلسطينية الباسلة، مثلما أبعثه لها من تحايا من فجر اليوم إلى فجر اليوم الذي يليه منذ بدء العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة الباسلة.