أيام قلائل ونشاهد الشباب والفتيات يضعون الشارات الحمراء على معاصمهم، ليس تظاهراً واستنكاراً لموجة الغلاء وانعدام دبة الغاز. أيام قلائل ونشاهد الشباب والفتيات يرتدون الملابس الحمراء، وكأنهم ذاهبون إلى كتيبة الإعدام. أيام قلائل وسنشاهد الشباب والفتيات يتهافتون على المحلات التجارية، ليس بحثاً عن كيس قمح أو قطمة أرز، فلن يحدث ذلك أو ذاك بل جميعهم سيركضون للتعبير عن مشاعرهم وليقولوا إنهم يعيشون الحب ذا اللون «الفلانتايني». 14 فبراير كل شيء سيبدو أحمر في أغلب بلدان دول العالم وقد نشذ عن القاعدة قليلاً ولن يكون عيدنا أحمر %100 نظراً لعاداتنا وقيمنا التي تعتبر الحب عاراً وخطيئة لا يمحوها إلا الدم. المفارقة هنا أن الحب أحمر وغسل العار لا يكون إلا بالأحمر لضمان نصوع الشرف وخلوه من أية شائبة قد تزيد من نبضات القلب. لن نسرد قصة فالنتاين ولا قيس بن الملوح.. فقط سنقول إننا أصبحنا شعباً نقلد، حتى عواطفنا تايوان، نعم لقد أصبنا بمرض التقليد الأعمى وأصبح يوم واحد يكفي لبث معاني الحب والبهجة. في 14 فبراير سيرتدون الفستان الأحمر والكعب الأحمر والقميص الأحمر في مناسبة هي خدعة تجارية جعلوا شبابنا ينقاد إلى لون هو نفسه اللون الذي يرتديه المحكوم عليه بالإعدام.. إنه جنون الحب الذي وصفته الأسطورة اليونانية بالأعمى وها نحن اليوم عمي ننقاد إلى محلات الهدايا والملابس لشراء كل ما صبغ باللون الأحمر لنعبر عن حبنا. نحن اليمنيين ثقافتنا لا تعترف كثيراً بتبادل الهدايا، خاصة إن كانت زهرة حمراء.. إلا أن هناك شيئاً آخر قد نهديه إلى من نحب سيستهوي المعشوقة، إنها رزمة من القات العديني أو الجعشني ذي اللون الأحمر وإن كانت في هذه المناسبة ستحتاج إلى كرتون شراب وكيس نعناع حتى لا تكبد عيد الحب. فالقات أصبح جزءاً من حياتنا.. نخزن عندما نعمل، ونخزن عندما نحب، ونخزن حتى ننجب عيالاً.