الخطوة المهمة التي حطمت جدار العزلة القائمة بين الأفرقاء السياسيين على الساحة الوطنية إزاء الاستحقاق الانتخابي القادم والمؤكدة على مشاركة جميع الأطراف في هذه الانتخابات.. هذه الخطوة تركت ظلالاً من الارتياح والتفاؤل باعتبارها تمثل انفراجاً في سجال ظل مفتوحاً على احتمالات يائسة وغير واضحة إزاء المشاركة من عدمها. والنجاح في تجاوز حالة اليأس والتشاؤم إنما هو محسوب لكل الأفرقاء الذين يغلّبون مصلحة الوطن على ما عداها من مصالح، فضلاً عن كونها كسباً للتجربة الديمقراطية الناشئة.. ودفعاً بها نحو انطلاقات جديدة. إن إعلان مشاركة الأحزاب والتنظيمات السياسية وبخاصة أحزاب المشترك في هذه العملية الديمقراطية المتمثلة في الانتخابات النيابية إنما تمثل انفراجاً في المشهد السياسي، وهو ما يعني أن هذه الأحزاب قد أعادت الثقة إلى المشهد المحتقن جراء عدم الحسم في المشاركة من عدمها. وهو بهذا المعنى يعيد إلى الذهن مسئولية الأطراف السياسية في تجاوز الصعوبات والتحديات، فضلاً عن التمسك بخيارات التعددية السياسية والحزبية.. وتغليب لغة الحوار الذي أسهم بوصول جميع الأطراف إلى هذه النتيجة الإيجابية التي - لا شك - بأنها قد تركت ارتياحاً كبيراً في الأوساط المحلية والخارجية، فالأهم ليس الأفراد والأحزاب؛ بل تجربة الديمقراطية والحرص على صيانتها.