العلاقات اليمنية - السورية تاريخية، تعود إلى الحضارات القديمة، حيث كانت هناك علاقات شراكة اقتصادية وتجارية بين اليمن القديم وبلاد الشام، وقد توطدت العلاقات تلك خلال الهجرات اليمنية القديمة لتحل في بلاد الشام كيانات بشرية كبيرة تمازجت مع أبناء الشام، لينصهر الجميع في بوتقة واحدة، هي البوتقة العربية، وظل هذا التمازج ينمو ويكبر ويتسع ليكون وجوداً عربياً جديداً في البلاد الشامية عموماً وسوريا خصوصاً، ومازالت أسماء عائلات واسعة في بلاد الشام وسوريا بالذات تنتمي إلى أصولها اليمانية القديمة. وظلت العلاقات اليمنية ببلاد الشام تتجدد وتتشابك بشرياً في عصر الدولة الإسلامية، حيث حلَّت كيانات بشرية كبيرة في بلاد الشام، وبالذات في عاصمة الدولة الإسلامية آنذاك دمشق، كجيوش محارِبة في الفتوحات الإسلامية، وقد خلّد الكثير من القادة اليمنيين في الجيش الإسلامي أثناء الفتوحات.. حيث امتد الانتشار البشري لجنوب الجزيرة العربية من الشام في شكل جيوش فاتحة نحو الشرق والغرب إلى بلاد الرافدين وإلى بلاد مصر وشمال أفريقيا وإلى الأندلس، ليؤسس الوجود العربي الحاضر في حدوده الجغرافية الحالية.. هذه العلاقات الحميمية بين اليمن والشام «سوريا» متواصلة حتى اليوم، وحريصة على الوجود العربي كما كان، وكما يجب أن يكون. إن علاقات صنعاءبدمشق علاقات لها جذورها العروبية الإسلامية الضاربة في أعماق التاريخ، وهي علاقات لم تتغير أو تتبدل من حيث حميميتها وأخويتها رغم المتغيرات والتحولات والتبدلات الإقليمية الدولية.. إنها ثابتة، راسخة، متجذرة ومستعصية على الأنواء والأعاصير، لأنها أقوى وأشد من أن تضعف أو تختل. وكل ما يهم القطرين الشقيقين هو كيفية الحفاظ على الوجود العربي فاعلاً، متفاعلاً، ومؤثراً، متأثراً مع الوجودات الأخرى، وبالذات الجوار الإسلامي الشقيق الذي يمثل امتداداً عقيدياً وأمنياً للوطن العربي، يتوجب أن يتحد ويتضامن في مواجهة الأطماع والتحديات التي تواجه أمتنا العربية الإسلامية.. هذه الرؤية القومية الإسلامية رؤية مشتركة واستراتيجية لكلا القطرين الشقيقيين وقيادتيهما السياسيتين.