تواصلت رحلة الأخ رئيس الجمهورية على الطائر الميمون من دمشق إلى موسكو يوم 24-2 ولن تنتهي في موسكو، لأنها رحلة لها أهدافها البعيدة والقريبة، أهدافها الوطنية، والقومية والإنسانية.. فاليمن يدرك تماماً أن العالم أصبح قرية واحدة، وأن سلامه وأمنه واستقراره واحد.. وعليه فاليمن في سياساتها تنبع من ضرورة وجود نظام دولي سوي وعادل وإنساني بكل المقاييس، وهو نظام لا يمكن تحقيقه إلا من خلال توازن دولي ثنائي، أو ثلاثي، أو متعدد الأقطاب.. فالعالم خلال الفترة الماضية وفي ظل هيمنة وسيطرة القطب الواحد تعرض وما زال جراء ذلك يتعرض للفوضى السياسية والاقتصادية والمالية والتجارية والأمنية.. وهو ما استوعبته بلاد اليمن وقيادتها السياسية، فسعت وما زالت تسعى وفقاً لسياسة الحياد الإيجابي، وعدم الانحياز إلى إعادة صياغة النظام الدولي من خلال علاقاتها الدولية وفقاً لحاجة العالم جميعاً إلى الأمن السلام والاستقرار، وإلى علاقات سوية مستقيمة، وتعايش وتعاون بين الأمم، يقوم على العدل والحق والخير ومصلحة الإنسانية، وحقوق الإنسان. في هذا الإطار، وحسب سياسة الحياد الإيجابي وعدم الانحياز، ولما تقتضيه المصلحة الوطنية والقومية والإنسانية، واصلت الرحلة الميمونة للرئيس «صالح» نحو موسكو التي كانت ومازالت وستظل علاقاتها مع صنعاء تنطلق من رؤية ثلاثية الأبعاد.. هي: 1 - البعد الوطني، الذي يتطلب النهوض بعمليات الاستثمار في مختلف مجالات التنمية، ولتشبيك المصالح مع موسكو كي تتعزز الروابط لتجني منها اليمنوموسكو نتائج طيبة في التأثير القوي على توجّه السياسة الدولية، بما يخدم مصلحة البلدين الصديقين وأمنهما واستقرارهما. 2 - الاستفادة من هذه العلاقة في اكتساب روسيا الاتحادية كنصير وحليف قوي إلى جانب قضايا أمتنا العربية تحريراً وأمناً واستقراراً وتنمية وتطوراً وتقدماً. 3 - خدمة الوضع الدولي من خلال علاقات متوازنة تعيد للعالم استقراره وتوازنه، بالذات وأن موسكو ما زالت تملك ذراعاً عسكرية قوية تستطيع أن تقف وتعيد للعلاقات الدولية توازنها، وتساعد على إعادة صياغة النظام العالي الطاغوتي، القائم على القهر والظلم والتعصب، وازدواجية المعايير التي اتسم بها النظام الدولي خلال الفترة الماضية.