انسحاب بلادنا من جلسات قمة الدوحة يأتي نتيجة طبيعية لإغفال القمة المبادرة اليمنية لتطوير آليات العمل العربي المشترك التي أقر البرلمان العربي رفعها إلى القادة العرب لوضعها ضمن جدول أعمال القمة. من المؤكد أنه معلوم للجميع أن اليمن كانت ولازالت وستظل حريصة على رأب الصدع العربي وتعزيز التضامن وتفعيل العمل العربي المشترك، وتلك هي الثوابت القومية لبلادنا. ففي الوقت الذي انفرجت فيه أسارير شعوب الأمة عقب تحقيق التقارب والمصالحة بين القيادة السعودية والليبية واستبشرنا خيراً بالقمة على صعيد رأب الصدع العربي وتوحيد الجهود تفاجأنا بإغفال القمة للمبادرة اليمنية التي لخصت رؤية بلادنا لتطوير آليات العمل العربي المشترك مما تعانيه الأمة من حالة وهن في نظامها السياسي والاقتصادي وحددت العلاج الناجع لتلك المعاناة من خلال الانتقال بالنظام السياسي العربي إلى اتحاد يعمل وفق رؤية تواكب المتغيرات الدولية وتعزز من قدرة الأمة في خلق مستقبل أفضل يتمتع فيه أبناء الشعوب بالأمن والاستقرار، ويتحقق في ظله كل ما تصبو إليه شعوب الأمة من تقدم وازدهار. إن الحاجة ماسة لتطوير العمل العربي وإنشاء اتحاد الدول العربية، خصوصاً أن النظام الحالي للجامعة العربية لم يعد قادراً على مواكبة المتغيرات الدولية التي تتطلب تكتلات إقليمية قوية تعمل وفق منهجية علمية تستوعب متطلبات النظام العالمي الجديد. وكم كنا نتطلع من القادة العرب المجتمعين في الدوحة إدراك حاجة الأمة إلى التكامل والتوحد والخروج بقرارات ترتقي إلى مستوى مسئولياتهم التاريخية أمام شعوبهم والعمل على إقرار المبادرة اليمنية والشروع في إنشاء اتحاد الدول العربية.