إذا كان هناك من إنجاز كبير قد حدث في مدينة تعز خلال العشرين سنة الماضية؛ فليس هو ترميم قلعة القاهرة أو مشروع حماية المدينة من أضرار السيول فحسب، مع أن هذين المشروعين مهمان وكلفا الخزينة العامة الكثير من الأموال.. أما الإنجاز الذي أنا بصدد الإشارة إليه فلم يكلف الكثير، بل احتاج إلى الإرادة والعزيمة والثبات على الأقدام في وجه الاغراءات والضغوط التي كنا نلمسها سواء في التظاهر أمام مبنى المحافظة أم في تلك التي تلح على المسئولين لإثناء موقفهم للتراجع عن هذه الخطوة التي حاول الكثيرون في السابق إنجازها ولم يفلحوا نتيجة تلك الضغوط!. وأتوكل على الله وأشرح الكثير عن ذلك، فلقد ارتبطت أسواق القات داخل مدينة تعز بالكثير من المصالح المترابطة والمتشابكة والضرائب والتكسب. حيث تداخلت مصالح أصحاب القات مع مؤجري هذه الأسواق، فضلاً عن طابور طويل من السماسرة الذين يتولون جمع مستحقات الدولة المالية. وبالتالي فقد كان من الصعوبة بمكان اتخاذ قرار بمثل هذه الجرأة؛ وهو إخراج أسواق القات من داخل المدينة التي كانت تعجز عن التنفس، خاصة في أوقات الذروة؛ فقد كانت عرضة عند ظُهر كل يوم للاختناق جراء الازدحام الذي يسد كل منافذها. لقد سرّني ما سمعته خلال الأسابيع الماضية من انطباعات جميلة ورائعة عن المدينة وهدوئها وانسيابية حركة المرور فيها، وكان كل من يطرح هذه الانطباعات الجميلة دوماً ما يرفقها بتساؤل عن الأسباب التي أدّت إلى هذه الحالة؟!. وكانت مشاعر الإعجاب لا تفارقهم وهم يعرفون أن وراء ذلك قراراً جريئاً وشجاعاً بإخراج أسواق القات من داخل المدينة. أما أصحاب هذا القرار الشجاع فهم كثر، أتمنى أن يستمروا على هذه الشكيمة والشجاعة من أجل مدينة تعز التي نريدها على الدوام هادئة ونظيفة وخالية من كل أمر يخدش حياء المدن، ولو أن ثمة مشكلات لاتزال بحاجة إلى إجراء بمثل ذلك القرار الشجاع. وحسب درايتي أن في جعبة المحافظ الشاب حمود خالد الصوفي كروتاً حمراء أخرى لم يرفعها بعد في وجه فوضى الشارع و«المحبّبين» من الشباب، وأصحاب الدراجات النارية الذين لا يتقيدون بالنظام، والبناء العشوائي، وأمور أخرى. ونحن في انتظار إخراج الكروت الحمراء الجديدة في وجه هذه الظواهر!!.