للأسف الشديد بعد كل هذه السنوات على إعادة تحقيق وحدة الوطن لايزال ثمة من يعتقد خطأً إمكانية إعادة هذا التاريخ إلى الوراء. وهؤلاء ليسوا مخطئين فحسب، بل إنهم سيدفعون ثمن هذا الاعتقاد الخاطىء، لأن الشعب الذي صنع هذا الإنجاز التاريخي لا يمكنه أن يتساهل مع كل من يحاول المساس بهذا المنجز الحضاري، مهما كانت مواقعهم أو ادعاءاتهم وخاصة أولئك الذين خَبرهم الشعب وانحازوا لأوهامهم الانفصالية فكان الشعب لهم بالمرصاد. وها هم يعاودون محاولاتهم الميؤوسة في إعادة إنتاج أمراض التشطير وإحياء نعرات الطائفية والقبلية والمناطقية.. وإذا كان هذا هو ديدنهم فإنهم - لاشك - فاشلون مهما لبسوا من أقنعة أو تخفّوا وراء شعارات زائفة لا تعبر عن واقع وحدة الشعب ووقوفه إلى جانب مؤسساته الدستورية الشرعية خاصة أن النظام السياسي منظومة متكاملة مدعومة بإرادة الشعب وجاءت عن قناعاته وثقته. والقول الصحيح: إنه لن يكتب النجاح لكل المحاولات التي تقودها عناصر مأزومة لفظها التاريخ ودحرها شعبنا مهما حاولت هذه العناصر تزييف وعي الناس والتمترس خلف شعارات وعبارات تعكس حالة الأزمة التي يعيشونها، ولن يخرجوا من براثنها إلا إذا تخلصوا من أمراضهم الغارقة في معاداة الشعب وكل المكتسبات التي تحققت له منذ نجاحه في إعادة تحقيق وحدة الوطن في 22مايو 0991م.