الأسبوع المنصرم أعلنت وزارة الداخلية بواسطة مصدر مسؤول اسم منفذ العملية الانتحارية الإرهابية على الطريق المؤدي إلى مطار صنعاء الدولي صباح الأربعاء الثامن عشر من مارس المنصرم والذي كان يستهدف الخبراء الكوريين الذين قدموا للتحقيق في الحادث الإرهابي الذي شهدته مديرية شبام بمحافظة حضرموت في الخامس عشر من مارس المنصرم وأدى إلى وفاة عدد من السياح الكوريين الجنوبيين وأحد اليمنيين. وكشف إعلان وزارة الداخلية أن منفذ العملية الإرهابية الانتحارية هو الإرهابي خالد عبدال له الضياني «20عاماً» فيما نفذ عملية شبام الإرهابيةعبدالرحمن مهدي العجيري، وهو في عمر قريب لعمر الضياني، أي أن الإثنين ما زالا في بداية عمرالشباب هذا إلى جانب أنهما ضمن «21» من نفس العمر نشرت الداخلية صورهم واسماءهم في التاسع عشر من مارس المنصرم، بعد يوم واحد من عملية طريق مطار صنعاء. من هنا يتضح جلياً خطورة الموقف.. فالتطرف وصل إلى ابنائنا، ودخل عقول شبابنا !! والمدهش أننا نعرف السبب.. ونعرف المتسبب ولكننا لا نحرك ساكناً ونذرف الدموع بعد تأصّل التطرف في عقول ابنائنا، وتتحول أجسادهم إلى شظايا شيطانية. المستهدف الحقيقي، بل الخاسر الأول ليس «أعداء الإسلام» بل المواطن المسلم والوطن والاقتصاد والتنمية.. وهذا التطرف الذي تحوّل إلى ثقافة تتغذى من قبل أجهزة استخبارات متداخلة المصالح وتتفق في نهاية الأمر، من هذه الثقافة العدمية، على تحويل الإسلام والمسلمين إلى قتلة. من نافل القول: إن العودة إلى أحاديث وكلمات ولقاءات فخامة الأخ الرئيس - علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية «حفظه الله ورعاه» مع الشباب في أكثر من مناسبة وموقع شبابي ورياضي - في اعتقادي- هي مسألة ضرورية لمعرفة أسباب لجوء مثل هؤلاء الشباب إلى التطرف وارتكاب الأعمال الإرهابية، حيث أكد فخامته بأن لجوء بعض الشباب إلى مثل هذه الأعمال الإرهابية يأتي بدافع التغذية الخاطئة سواء في المدارس أو المعاهد أو الجامعات وكذلك المساجد «دور العبادة» التي أمرنا الله سبحانه وتعالى ببنائها لعبادته وتعلّم المعاني والمفاهيم الصحيحة لرسالة ديننا الإسلامي الحنيف وسنة رسولنا الأعظم «محمد» عليه أفضل الصلاة والسلام.. هذا إلى جانب التغذية الخاطئة في المنازل والناتجة عن الجهل والمستوى المعيشي المتردي. نعم.. الخطر موجود والأسوأ أنه دخل حياتنا ونحن في انشغال عنه، إما بالمكايدات السياسية بين الأحزاب أو بخلق الفتن وترديد أحلام «المرضى عقلياً» بالعودة إلى عهود التشطير البغيضة، فيما كان خطر نشر ثقافة التطرف والكراهية يتسرب إلى عقول بعض شبابنا من قبل عناصر شيطانية تتخفى وراء عباءة الإسلام والإسلام بريء منهم، ومن أعمالهم التي لا تحصد إلا الشر والكراهية بين أبناء المجتمع ورفض مفاهيم وقيم التسامح والتعايش الديني مع الآخرين.. واليوم وبعد أن تمكنت الأجهزة الأمنية من تطويق الخناق على العناصر الإرهابية المنتمية لما يسمى بتنظيم «القاعدة»، لجأت هذه العناصر إلى استغلال الشباب وغسل أدمغتهم بالأحاديث الكاذبة والمزورة باسم الدين الإسلامي، كما حدث للشاب عبدالرحمن مهدي العجيري الذي أكد كل أصدقائه وأهله أنه كان دائم البقاء في المسجد ومصاحباً لرجال « ملتحين» لا صلة لهم به أو أسرته.. نقول: لمواجهة هذا التطرف اللعين الذي حاول الانتشار بين صفوف شبابنا، مستغلاً ظروفهم المعيشية وتدني المستوى التعليمي وإهمال الأسرة، يتوجب العودة إلى ما أكده فخامة رئيس الجمهورية بضرورة تغيير بعض مناهج التعليم لتتواكب مع روح العصر وتنمي روح حب الوطن والوحدة والديمقراطية في نفوس ووجدان الأبناء وترسخ فيهم مفاهيم الثورة اليمنية وتضحيات الأجداد والآباء من أجل أن ينعم الوطن - كما هو اليوم- بالحرية والكرامة والسيادة غير المنقوصة. هذا التأكيد يعني أن التعليم هو السلاح الذي يواجه به شبابنا التطرف، لأن التطرف لا يتواجد إلا في بيئة متخلفة مظلمة العقل والبصيرة.. فهل نتحرك ونعمل وننقذ شبابنا من هذا الفكر المتطرف الذي يسعى إلى استقطاب أطفالنا وشبابنا وتجنيدهم في صفوفه؟