حقوق اليتيم في الإسلام كثيرة.. منها حق حفظ ماله، وعدم أكله، كفالته أيضاً، رعايته، الإحسان إليه بالقول والفعل، ومعاملته معاملة حسنة، وتجنب مايقهره، ويبكيه، والعطف والحنو عليه.. كل هذه واجبات وفروض واجبة على كل مسلم ومسلمة.. سواء كانوا مجتمعاً «رسمياً ومدنياً» أم كانوا أفراداً، فالجميع مطالب بحقوق اليتيم حسب ماجاء في ديننا الإسلامي.. وأقلها المسح على رأس اليتيم عطفاً ورأفة ورحمة، ولا أعتقد أن كل التعاليم الخاصة باليتيم بحاجة إلى إيضاح وتذكير في مجتمعاتنا الإسلامية بالاحتفالات والمهرجانات وماشابه ذلك إلا من باب التنظيم والترتيب للنشاطات والفعاليات التي تخدم الأيتام وتسهل وتيسر كفالتهم تربية وتعليماً وسكناً وملبساً، وإعداداً لدمجهم في الحياة العامة قوى بناءة نافعة خيّرة. وعلينا كمسلمين أن نقرأ كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ونفهم ونستوعب، ونعمل.. فالله سبحانه وتعالى قد وفّى لنا تعاليمه الحياتية في القرآن الكريم، ورسول الله قد زاد على ذلك بأحاديثه.. والكتاب والسنة تعاليم ملزمة لكل مسلم، أو لنقل لكل مؤمن يؤمن بالله وكتبه ورسله.. لأن المؤمن هو من يؤمن ويعمل بكل مايؤمن به.. وعليه فإن المجتمع الإسلامي جماعات وأفراداً ملزمون بحقوق اليتيم كما جاء في كتاب الله وسنة رسوله، وهي تعاليم قوية صارمة.. وتعالوا معي إلى سورة الماعون. بسم الله الرحمن الرحيم «أرأيت الذي يكذّب بالدين» هذه الآية الأولى، وفاتحة السورة.. وفيها تساؤل تعجبي استغرابي عن أولئك الذين يكذبون بالدين.. أي من هم هؤلاء الذين يكذبون بالدين، ويكفرون به، وينكرون تعاليمه.. نعم من هم هؤلاء وتأتي الآية الثانية لتحددهم، وتعينهم.. حيث تقول الآية الثانية مجيبة على السؤال ومبددة للاستغراب «فذلك الذي يدعّ اليتيم» أي هم أولئك الذين يدفعون اليتيم بعنف بعيداً ولايعطونه حقه.. نعم هؤلاء لايؤمنون.. بل هم كاذبون ويكذبون بالدين، وتأتي الآية الثالثة لتزيد الكشف والبيان عنهم «ولايحض على طعام المسكين، فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون» أي يصلون نفاقاً ورئاء الناس حتى يقولون عنهم ويمتدحونهم «الذين هم يراؤون ويمنعون الماعون» أي يمنعون مايتداول بين الناس بالإعارة والتعاون.. هذه صفات من يكذّب بالدين. إذن.. الإيمان بالدين، والتصديق به.. لايكون إلا بالعمل بتعاليمه ووصاياه والآيات الكريمة، والأحاديث التي أكدت على وجوب حق اليتيم، وفي مواضع كثيرة من سور القرآن، وبتكرار للتأكيد على حقوق اليتيم، وحقوق المسلمين تجاه بعضهم البعض.. فهل نؤمن ونفعل؟! أم نكون كذلك الذي يحمل أسفاراً..إلخ ومازلت هنا أؤكد على وجوب توحيد الجهود والإمكانيات في إطار مؤسسي يضمن الكفالة الدائمة لليتيم «تربية وتعليماً وتأهيلاً وسكناً ومأكلاً وملبساً» حتى يكفل نفسه.