الذين يبحثون عن مصالحهم الأنانية، ويُغلبون هوى النفس الأمّارة بالسوء؛ انكشفوا وصارت الصورة أكثر وضوحاً بعد أن شعروا بأنهم أقدر على ممارسة الفوضى وتجاوز القوانين وإشاعة الخوف والقلق للوصول إلى مآربهم الخبيثة وأهدافهم الدنيئة، وإن كان ذلك على حساب الوطن والانتماء إلى هذه التربة الغالية.. ليس هناك فرق عندهم.. بين أن يبقى الوطن سالماً معافى بعيداً عن المؤامرات والأحقاد والخبائث والأمراض.. أو أن يكون معرضاً للمخاطر يعيش أياماً عصيبة وأحوالاً غير مستقرة.. وكثيرون من أولئك إن لم يكن أغلبهم يعملون ويجتهدون من أجل أن لا يستقر الوطن ولا يعيش في أمان واستقرار، وكل همهم وحلمهم أن تسود المؤامرات.. وأن تعم الاقتتالات.. وأن يتحول اليمن إلى بلاد حروب دائمة في الشوارع والطرق والأزقة والقرى والمحافظات.. لينفذوا ما يخططون له في السيطرة واستغلال الثروات ونهب الأموال على أكوام من الجثث وأنهار من الدماء.. والماضي البعيد أو القريب يحكي تاريخهم بوضوح، والكبير يعرفه جيداً والصغير سمعه ممن سبقه وهو يتحدث عن ماضٍ أليم. جولة سريعة بالذاكرة في تلك الحقب الزمنية التي حكم فيها المتمصلحون وعشاق الدم.. ستأخذنا إلى أحداث عنيفة ومراحل أليمة ظلت تسيطر على كل الأوضاع.. وظل المواطن يتجرع لوحده الويلات.. حتى جاءت الوحدة المباركة وانتهت الأحزان والاقتتالات، وذهب حكم (الحديد والنار) إلى غير رجعة. كانت الثروات (مصادرة) ولا يستطيع أي مواطن أن يسأل عنها وأين تذهب ومن يستفيد منها.. وحتى الأملاك كانت (مؤممة) والحريات (مقيدة) ويجب أن يعيش الإنسان على طريقة (لا أرى.. لا أسمع.. لا أتكلم)!. بالوحدة.. وبقيادة حكيمة لفخامة الأخ علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية؛ ساد الاستقرار، وسارت عجلة النماء والتطور.. وانتهت الصراعات الدموية.. والتصفيات الجسدية.. وارتاح الجميع من عناء وعذابات السنين.. لكن من تعودوا على رائحة الدماء.. وعلى القتل والبطش.. عادوا من جديد يحاولون جرّ البلاد والعباد إلى صراعات جديدة ونزيف متواصل.. وليوقفوا عملية البناء - ويدمروا الاقتصاد - ويفسدوا الأجواء الأمنية. أعتقد أن كل شيء واضح وجلي.. ومهمتنا جميعاً أن نحمي بلادنا ووحدتنا وأمتنا.. وأن نواجه المرتزقة ومدمني التصفيات الجسدية، ونفضح أفعالهم، ونستقرئ تاريخهم لنقول لهم: لسنا الصومال.. ولن نكون.. ويكفي تآمراً على الوطن.. ويكفي - أيضاً - ما فعلتموه في أيام (الحديد والنار)!!.