سيكون أحمق من ذهب يذيع أن العالم كله يحاول أن ينقل اليمن ليكون مطلاً على المحيط الأطلسي. وسيبلغ الحمق بصاحبه مبلغه عندما يذهب ليشيع ويذيع بأن الأممالمتحدة ودنما استثناء قررت قراراً لا رجعة فيه أن يتم تغيير اتجاه الشمس لتشرق من الغرب؛ وأن تطفئ الشموس والأقمار والنجوم والكواكب للحظة وليس لشهر أو سنة. هذا الحمق يطتابع مع الحمقى الذين يفكرون بعودة اليمن إلى التشطير. إن هذا الحمق لن يجعلنا نركن إلى هذه الحقيقة الأبدية، حقيقة الوحدة، فعلينا أن ننتبه، ونأتي على الأسباب التي يحسب المرضى أنها دوافع مشروعة لحدث الانفصال لنعالجها بشجاعة وقدرة وحكمة معاً. غير أنه من المفيد أن نذكر بأن الأولى أن يتصدى المرجفون للفراغ والأوهام، وهي أمراض بمعظمها في سبيل الخلاص إلى سلوك ما هو أجدى نفعاً وأكثر فائدة لأنفسهم ولأهلهم ووطنهم. بدهي أن نذكر ما يقوله علم النفس في مثل هذه الحالة؛ فالإنسان كما يقول علم النفس لديه طاقة لابد أن يفرغها بالضرورة. غير أن عدم التوافق النفسي أو الفصام يوجّه صحابه إلى أن يفرغ الطاقة في الاتجاه الخطأ، وفي هذه الحالة لابد من عيادة للطبيب للاستشارة وأخذ العلاج المناسب والالتزام بنصائحه المناسبة. إن هناك حلولاً مناسبة لابد أن يتخدها المجتمع لمعالجة هذه الأفكار السلوكية التي تجعل المرضى النفسيين متجاوزين حدود المنطق والمعقول. وهو أن نأخذ على أيديهم بالحكمة قدر المستطاع، فإن لم تجدِ الحكمة ولا العلاج، فإن آخر العلاج الكي، كما يقول المثل العربي. إننا ننتظر من أجهزة الإعلام وبعيداً من الانفعال والتشنج الذي لا يجدي أن تقوم بتبصير المجتمع بحقيقة هؤلاء، ولا ندري هل هو تواضع أو غفلة عندما لا نواجه المجتمع بحقيقة هؤلاء؟!. فإذا ما وقف المجتمع على حقيقتهم، فإنه سيكون أكثر قدرة على الهزوء والسخرية بأفكارهم المريضة.