أشفق كثيراً على أولئك النفر من أبناء جلدتنا الذين يعانون من عقدة النقص والعجز بسبب اضمحلال ثقافتهم وتحجر عقلياتهم وفقداناهم القدرة على التمييز بين الصح والخطأ، فهم يعيشون على الوهم والسراب، لاهدف لهم ولاغاية إلا افتعال المشاكل والأزمات والتي ينظرون إليها على أنها ستسهم في تعويض عقدة النقص التي تعتريهم، ومن ذلك قيامهم باختطاف السياح والكوادر الأجنبية المتواجدة في بلادنا بهدف ابتزاز الحكومة مادياً أو الحصول على مكاسب معنوية، غير مدركين تبعات فعلهم الذميم هذا وسلوكهم الشاذ الذي يتنافى وعادات وتقاليد مجتمعنا اليمني المضياف، موطن السلام والكرم والنخوة اليمانية التي تأخذ ضيوف الوطن على كفوف الراحة ويحيطونهم بالرعاية والاهتمام انطلاقاً من عادات وشيم خلفها الآباء والأجداد في بلاد الإيمان والحكمة. فالاختطاف سلوك مشين يعطي انطباعات غير واقعية عن بلادنا ويسهم في التأثير على عملية تدفق الأفواج السياحية وحركة النشاط السياحي ويكبد الدولة خسائر باهظة من شأنها تعطيل مسيرة التنمية الشاملة التي ينشدها الوطن على طريق اليمن الجديد والمستقبل الأفضل.. والملاحظ أن الاختطاف يأتي نتيجة عدم إدراك من يسلكون هذا المسلك خطورة التمادي في هذا المسار وافتقارهم لأبسط قيم المواطنة الحقة وعدم تفهمهم لمبادئ ومرتكزات الدولة اليمنية المدنية الحديثة دولة المؤسسات التي تسير بمقتضى الشريعة الغراء ومضامين الدستور والقوانين النافذة، وهؤلاء ينظرون إلى القضايا من منظور ضيق وهو مايصيبهم بالغرور فيتصورون أنفسهم فوق النظام والقانون ويمنحون لأنفسهم الحق في تعكير صفو الأمن والاستقرار.. مستغلين نهج العفو والتسامح والحوار التي تبديها السلطات الرسمية معهم في الإغراق في غيبهم اللامتناهٍ.. متخيلين أن الدولة بذلك عاجزة عن قمعهم وردعهم والعودة بهم إلى جادة الحق والصواب، ولاغرابة من ذلك فهذا هو طبع اللئام فإن أنت أكرمتهم فإنهم يبادلون ذلك بالجحود والنكران مصداقاً لقول الشاعر: إذا أنت أكرمت الكريم ملكته وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا فهؤلاء استنفدوا كل الأساليب السلمية وصار من غير المنطقي، التهاون في حقهم، فهم يسيئون لليمن ولليمنيين قاطبة وعلى السلطات المختصة العمل على ردعهم والضرب بيد من حديد ليكونوا عبرة لمن تسول له نفسه ممارسة هذا السلوك الشاذ الذي تحول إلى وسيلة للابتزاز وتصفية الحسابات الشخصية. فلا هوادة مع الخاطفين ولاتهاون أو تفاوض.. القوة وليست غيرها هي الكفيلة بالقضاء على هذه الظاهرة والعمل على تطبيق الشريعة والقانون في حقهم باعتبارهم قطاع طرق تنطبق عليهم تهمة الحرابة ولابد من تنظيف المجتمع من أمثالهم ليعم الأمن والاستقرار ربوع الوطن.