سعد الشعب اليمني بتوجهات خادم الحرمين الشريفين الأخوية الهادفة إلى إتاحة الفرصة للعمالة اليمنية في دول مجلس التعاون الخليجي، لنشعر بالفعل أن هذا المجلس يتطابق اسمه مع حقيقة «التعاون». وكثيرون من الناس في الداخل والخارج يعلمون أن الملك عبدالله رجل يعتز بقيمه العربية والإسلامية، ويتميز بالصدق وحسن النوايا، ويميل إلى المواقف المحترمة والأخلاق الفاضلة، أكثر مما يميل إلى السياسة. ومن يعرفه ونسبته إلى البداوة العربية التي تعتز بالوضوح والمكاشفة وتكره الحقد والغدر وتتنازل عن مصالحها من أجل التصالح، وتغلّب طابع المروءة والقبيلة على طابع «التكتيك» واللف والدوران. يحصل أحياناً سوء فهم بين اليمن والسعودية، وهذا شيء بدهي لأنها سنّة تمضي داخل الأسرة الواحدة، وإذا نظر السياسيون إلى سوء الفهم هذا ضخموا الأمور وانتظروا الشرور. وهم معذورون؛ لأنهم بعيدون عن مقاييس الفطرة التي تصدر عن كيان واحد، وأسرة واحدة، قد تلجأ أحياناً إلى الحرب والمقاتلة؛ غير أنه سرعان ما تندمل الجراح، وتلتبس الأعناق بالقبل، وتخفق الجوانح بالمحبة، يعبر عن ذلك قول الشاعر: إذا احتربت يوماً ففاضت دماؤها تذكرت القربى ففاضت دموعها ان بين اليمن وأشقائها في السعودية أكثر من رابط وأكثر من قرابة، جامع ذلك الدين الإسلامي الحنيف، والاختلاط الأسري. وبناء على ذلك فإن اليمن بقيادته وشعبه يتطلع إلى إنجاز وعد الملك عبدالله بتيسير الفرص لليمنيين ليقوموا بدورهم المعروف في إعمار الخليج وذلك مقابل أن يصلحوا أوضاعهم «الاقتصادية». فمن الإيمان أن لا يتجاوز المسلم آداب عقيدته، فيفرط بحقوق الجار مع قدرته على أن يسعد هذا الجار الذي سيقدم الجهد والعرق بدل المال. والتعاون على البر والتقوى باب كبير في كتاب عقيدتنا الإسلامية.. ولنا لقاء.