تتواصل خلال شهر مايو المجيد فعاليات افتتاح المشروعات الخدمية والاستراتيجية في عموم محافظات الجمهورية في إشارة لا تنقصها الدلالة عن خيرات الوحدة التي شملت ربوع اليمن منذ إعادة تحقيق وحدة الوطن في 22 مايو 1990م. وللأسف الشديد ثمة من يحاول التشكيك والانتقاص من حجم هذه الإنجازات التي يلمسها المواطن على الأرض ، بل إن الأسوأ هناك من يحاول تمرير خطاب يهدف إلى تشويش الرأي العام المحلي والزج به في أتون دعاية تحريضية ضد وحدة النسيج الوطني واستهداف مكتسبات الوحدة في الديمقراطية والتعددية والبناء الوطني الشامل ومحاولات بث روح الفرقة والعصبية المناطقية والقروية والشطرية والسلالية. والحقيقة أن هؤلاء يعرفون أنهم مهما حاولوا اجترار هذا الخطاب التحريضي لن يفلحوا في تحقيق ما يأملون به، لأن الجماهير اليمنية على امتداد الأرض اليمنية تعرف تماماً أن خيرها الحقيقي في وحدة الوطن وفي اصطفاف أبنائه لاستكمال تحقيق المزيد من النهوض الحضاري الشامل. إن شعبنا لم يحقق هذا النهوض في ظل التجزئة والتشطير ، فلماذا يحاول اليوم بعض المرضى إعادة إنتاج هذا التخلف وتحويل اليمن الواحد إلى دويلات ومشيخات وسلطنات كما يظهر من خطابهم الممقوت. لقد انفتح اليمن الجديد على عالم جديد وأفق متحرر من عقد وظروف الماضي التشطيري وامتلك شروط استكمال بناء الدولة الحديثة، فلماذا يحاول هؤلاء إيقاف عجلة البناء والتقدم الانمائي والديمقراطي؟ باختصار إنهم غارقون في أضغاث أحلام الماضي البغيض.