إن من يقرأ التاريخ يلاحظ حقيقة أن اليمن لم يكن الاّ يمناً واحداً منذ القدم، إلاّ أن الاستعمار شطّره في العصر الحديث لمصلحة وقتية ليس إلاّ وانتهت هذه المصلحة برحيله وتحديداً في ال 30 من نوفمبر عام 1967م.. ومن ذلك التاريخ تم إعداد العدة من قبل قيادتي الشطرين لإعادة اللحمة بين أبناء الشعب اليمني الواحد على الأرض الواحدة التي لم يكن يفصلها سوى برميل تمت إزالته بركلة قدم، وبإزالة هذا الوضع الشاذ استقام الوضع الطبيعي الذي تأخر كثيراً وحتى صبيحة يوم ال 22 من مايو عام 1990م. ومن هذا التاريخ أعيد الاعتبار للتاريخ اليمني وبه عقدت الأمة العربية من هذا الوهج القادم من جنوب الجزيرة العربية أملها متطلعة للوحدة العربية الشاملة وليس ذلك من المستحيلات، لذلك قطع اليمانيون عهداً على أنفسهم بعدم التفريط أو التلاعب أو المساس أو حتى المساومة بهذا المنجز العظيم المتمثل بالوحدة اليمنية المباركة الذي طالما باركته السماء قبل الأرض والبعيد قبل القريب وباركه العالم أجمع دون استثناء اقليمياً ودولياً وتم توثيق ذلك، ومن رحم الوحدة كان مولود الفعاليات الحزبية والديمقراطية والحريات الصحفية والأمن والاستقرار وعلى تناغم هذه الأجندة هبت العديد من الشركات العالمية النفطية وغيرها لتبحث لها عن شراكة اقتصادية في إطار اليمن الواحد المستقر، وعلى ذلك قس كيف كنا وكيف أصبحنا في خلال فترة وجيزة لم تكن لتتحقق في ظل الأنظمة الشمولية. من أجل ذلك من الطبيعي ان تكون الوحدة اليمنية من الثوابت الوطنية المقدسة ومن يفكر مجرد التفكير بالإساءة اليها أو المساس بها فلن يغفر له الشعب اليمني خطيئته، ومثل هؤلاء النشاز نشكّ في انتمائهم إلى الوطن بل نشكّ في انتمائهم للعروبة لا سيما وان الوحدة قد تعمدت بالدماء الزكية، كونها وحدة شعب يعيش حاضره ووحدة أجيال قادمة إلى الأبد ومن يراهن على دون ذلك أو يزايد فالشعب حاميها وحارسها وسيقف له بالمرصاد، وواهمون من يعيشون خارج الوطن في لندن وباريس وهم يتنقلون بين فنادقها الراقية ويدفعون بحفنة مغرر بهم للمواجهة مع ابناء الشعب فهذه ليست من أعمال العقلاء بل اعمال مخبولين وعقولهم تائهة في غياهب الظلام. إن محاولات هذه الشرذمة من العناصر الخارجة عن القانون زرع ثقافة الكراهية بين ابناء الشعب الواحد لاشك أنها سوف تذوب عرض حائط الحب والوئام والأمن والاستقرار ودون ذلك وهم واحلام يقظة ليست سوى في عقول من يريدون لهذا الوطن التمزق والشتات.. وفي الأخير للحقيقة وللحق أقول: لن يصح الاّ الصحيح ولانامت أعين الماكرين.