نحن اليمانيين من يتباهى بهم العرب؛ حيث يقولون: إن أصول العرب وجذورهم ترجع أصلاً إلى الجذور اليمنية، إلى حد قول أحدهم بأنه من لاينتمي في أصله إلى اليمن ليس بعربي.. ونحن في اليمن لماذا لانجعل هذا التباهي - بكل افتخار واعتزاز وشرف كبير- تاجاً على رؤوسنا قولاً وفعلاً وممارسة على الواقع سواءً في تعاملنا مع بعضنا البعض أم في تعاملنا مع ضيوفنا الأجانب كالسياح الذين يقصدون بلادنا بالتوجه إليها حباً وشوقاً للتعرف على هذا البلد الحضاري وأهله الطيبين «بلد الحكمة والإيمان» وأن نتعامل مع السياح والسياحة الأجنبية من منطلق مبادئ حسن الضيافة وفق تعاليم الإسلام الحنيف. كذلك يفترض أن يكون التعامل مع من يقدّمون خدماتهم وخبرتهم في جوانب عديدة - ومنها جانب الطب - أكثر احتراماً وتقديراً خصوصاً ونحن بالدرجة الأولى مسلمون، وقد عاش الذمي - يهودياً كان أو نصرانياً - في كنف الإسلام وتحت حمايته دون اعتراض من منطلق «لكم دينكم ولي دين» . أضف إلى ذلك أن عادات وتقاليد الأسرة اليمنية تضع وضعاً خاصاً في التعامل مع المرأة؛ من حيث التقدير والاحترام والمعاملة الحسنة المنبثقة من ديننا الإسلامي الحنيف وتعاليمه السمحاء إلا أن هناك أناساً قد خرجوا عن المثل العليا السامية فوقعوا في الحضيض وقد تجردوا من أبسط قيم الحياة وأخلاقيات المسلم الحق، وهاهي جريمة الاختطاف الأخيرة قد شوهت سمعة اليمن - هذا البلد المسالم - على مر العصور والحضارات القديمة والسبب مجموعة من الوحوش ممن فقدوا أخلاقياتهم وخرجوا عن أخلاقيات القبيلة التي ترفض إهانة المرأة فكيف باختطافها وقتلها والتمثيل بجثتها ورميها في العراء، وهي أولاً وأخيراً نفس يحرم قتلها إلا بالحق وعن طريق الجهة صاحبة الولاية الشرعية، وبعد هذا أين نحن من حديث رسول الإنسانية في قوله لأهل اليمن: هم أرق قلوباً وألين أفئدة، وعذراً رسول الله «صلى الله عليه وسلم» فمثل هؤلاء نحن براءٌ منهم فهم ليس منا ولا نحن منهم، ومثل هؤلاء وقد فعلوا فعلتهم ستظل اللعنة تلاحقهم أبداً ماعاشوا ومن لم يستحِ يصنع ماشاء، ويبقى ماء الوجه معيار التعامل من منطلق أخلاقي يميز صاحبه عن غيره.