هذا ما دعا إليه «ميدفيديف» الرئيس الروسي أثناء زيارته للقاهرة يوم ال 23 من حزيران.. وهي دعوة قديمة ليست وليدة زيارته ل«جمهورية مصر العربية» والدعوة مفادها الخروج بالقضية من النفق الغربي المظلم الذي احتكر مشكلة الشرق الأوسط منذ عقود، دون أن يتمكن من إحلال سلام عادل وشامل.. بسبب أن الوسيط الغربي «أوروبي وأمريكي» وسيط منحاز كلية إلى العدو الصهيوني وبتعصب وتطرف منذ إعلان قيام كيانه اللاشرعي على أرض فلسطين. الرئيس المصري أيد طرح «ميدفيديف» لعقد المؤتمر الدولي حول الشرق الأوسط، ولا أعتقد أن أي قيادة عربية ترفض المقترح الروسي.. كون روسيا الاتحادية مازالت قوة دولية قوية ذات تأثير كبير في مسار الأحوال الدولية وفقاً للمصالح والصفقات التي غالباً ماتتبادلها القوى الكبرى في العالم عند تداولها للمشكلات الدولية والإقليمية.. فالمواقف هنا فرص بين هذه القوى على أطماعها من بعضها البعض.. سواء كانت هذه المصالح مباشرة أو غير مباشرة.. فما هي مصلحة روسيا من تبني فكرة عقد مؤتمر دولي حول الشرق الأوسط، والسلام في هذه المنطقة؟! لاشك أن لها مصالح في المنطقة.. أولها أن قيادة روسيا تجد أن من أمنها القوي ضرورة العودة إلى الشرق الأوسط، أي إلى الوطن العربي والإسلامي المحيط به، وهي منطقة تهم روسيا من ناحية استراتيجية، وقد أدركت عدم ترك المنطقة لينفرد بها الغرب الذي مايزال عدواً بالنسبة لروسيا الاتحادية، ومهدداً لأمنها القومي والاقتصادي، والعسكري.. لذا تجد أن تبنيها لمؤتمر دولي حول الشرق الأوسط هو مدخل منطقي وموضوعي لفتح بوابة لعودتها إلى الشرق العربي الإسلامي. يبقى العرب والمسلمون، أو النظام العربي والإسلامي، وكيف ينظرون إلى هذه المبادرة، ويستثمرونها ويشجعون روسيا إلى الدفع بالمبادرة إلى التحقق بقوة، وتبني دور إيجابي وقوي في المؤتمر الذي تزمع روسيا الدعوة إليه بحيث يتبنى المؤتمر موقفاً موحداً بإحلال السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، وإرادة المجتمع الدولي وقراراته، وحسب فكرة الدولتين، والمبادرة العربية.. وهو مايتطلب من العرب التوحد إزاء ذلك وكسب القوى المؤثرة غير الغربية من خلال رفع مستوى مصالحها في الوطن العربي كمنافس للغرب الأوروبي والأمريكي حتى يتم الضغط على الغرب بقبول الحل الدولي العادل، أو دعم وتشريع المقاومة العربية.