GMT 0:03 2013 الأحد 24 نوفمبر GMT 1:15 2013 الأحد 24 نوفمبر :آخر تحديث شملان يوسف العيسى هناك محاولات جادة من روسيا الاتحادية لإيجاد مناطق نفوذ لها في المنطقة وفق نهج استراتيجي جديد. لقد تنامى دور روسيا في المنطقة نظراً للفراغ الذي تركته الولاياتالمتحدة في الشرق الأوسط نتيجة ترددها وضعف أداء أوباما. وتبقى الأسئلة الرئيسية: ما هي مظاهر القوة والضعف في السياسة الروسية الجديدة في المنطقة؟ وهل يمكن لروسيا أن تلعب دوراً فعالاً في المنطقة؟ وما هي أوجه الضعف في السياسة الروسية؟. استراتيجية روسيا الجديدة في عهد بوتين هي العودة لمنطقة الشرق الأوسط في محاولة لملء الفراغ الذي تركته الولاياتالمتحدة بعد تراجع موقفها في حسم الصراع في سوريا. روسيا اليوم تبحث مكان لزيادة نفوذها من منظور جديد تنطلق فيه من التصدي لكل المحاولات الغربية لإقصاء حليفها الرئيسي في المنطقة بشار الأسد. هل هل هذه السياسة ناجحة؟ وهل تحقق مصالح روسيا في المنطقة على المدى البعيد، خصوصاً أن موسكو لا تحمل أي مبادرات أو دور فعلي لحل معضلة سوريا سوى اتخاذ سياسة رد الفعل ضد التحركات الغربية ومحاولة التصدي لها. فالروس مثلاً سعوا مع الولاياتالمتحدة لتبني مؤتمر جنيف للسلام في سوريا. الدول الغربية، وعلى رأسها الولاياتالمتحدة وفرنسا، وافقت واستطاعت إقناع المعارضة السورية بحضور مؤتمر جنيف، وأعلنت أن على الأسد أن يعلم بأن الحرب في بلاده لن تتوقف ما دام في السلطة، وأوضح وزير الخارجية الأميركي أن على الأسد أن يعود إلى مقررات مؤتمر جنيف الأول التي تنص على وجوب تشكيل حكومة انتقالية باتفاق الطرفين، تمهيداً لإجراء انتخابات حرة تحت إشراف دولي. روسيا كان رد فعلها هو دعوة الحكومة السورية والمعارضة المهجنة داخل سوريا للتشاور، ثم اقترحت إشراك إيران في مؤتمر جنيف2، ورفضت أي شروط مسبقة لحضور المؤتمر. لكن استمرار روسيا بدعم الأسد وعدم طرح بدائل لحل المعضلة السورية قد همّش دورها في المنطقة، خصوصاً أن مواقفها من ثورات «الربيع العربي» سلبية بعد تجربة ليبيا والعراق. روسيا حالياً تبحث عن مصالحها الاقتصادية، وتحاول تحقيق أكبر عائد ممكن من بيع السلاح، وقد وقّعت صفقة أسلحة كبيرة مع العراقوإيران. ورغم موقفها الرافض للتدخل الغربي في ليبيا، وقبلها العراق، فإن روسيا لم تبذل أي جهد للدفاع عن حلفائها أمام الثورات المحلية، ما عدا موقفها في سوريا. غير أنها مع ذلك تحاول لعب دور الوسيط الذي يستطيع الاتصال بجميع الأطراف في محاولة للتوفيق بينهم، لكن الوسيط لا يطرح أي حلول لكيفية حل المعضلة السورية. عادت روسيا للواجهة بعد رحلة وزيري دفاعها وخارجيتها للقاهرة. إنه لأمر طبيعي أن تسعى روسيا لكسب رضا القاهرة، مركز الثقل العربي، بعد خسارة مواقفها في ليبيا والعراق. واشنطن تحركت بسرعة لسد الطريق أمام موسكو وبدأت بتسليم أربع مدمرات بحرية حاملة للصواريخ إلى مصر لحماية قناة السويس، واتهم وزير خارجيتها (كيري) «الإخوان المسلمين» بسرقة الثورة في مصر، كما تم الإعلان عن حوار استراتيجي سيجري قريباً بين واشنطنوالقاهرة... ما يعني أن الولاياتالمتحدة لن تتخل عن مصر ولن تقبل أن تخترق موسكو مناطق نفوذها. على موسكو أن تعي أن الحرب الباردة انتهت، والصراع اليوم في المنطقة ليس أيديولوجياً، بل هو صراع اقتصادي، فمن مصلحة روسيا والمنطقة أن تتفاهم مع الغرب لحل المشكلة السورية سلمياً... لمصلحة الشعب السوري المنكوب الذي يطمح للأمن والاستقرار.