واجهت الصين على مدى الأيام والسنوات الماضية مشكلتين داخليتين في إقليمين أساسيين سكانهما من المسلمين والبوذيين، وقد نال البوذيون دعماً إعلامياً واسعاً من الغرب السياسي، لكن هذا الغرب السياسي لم يتوقف ملياً أمام ما حاق بالمسلمين بالرغم من سعة الإقليم الاسلامي وتعداد سكانه البالغ بحسب التقديرات حوالي ثمانية ملايين نسمة، واللافت للنظر أن الصين الكبرى بحكمتها المعهودة لم تترك الأمر للسلطات المحلية التي أخطأت مرتين .. مرة في إطلاق النار على المواطنين، وأُخرى في السكوت على الاحتقان حتى فاض الكيل وبلغ السيل الزُبى، وبدلاً من تبرير هذه الأخطاء أقفل الرئيس الصيني راجعاً من قمة الثمانية الكبار في روما وبالرغم من الأهمية الاستراتيجية الكبرى لهذه القمة، وذهب مع هيئة أركانه إلى الإقليم المسلم للتعرُّف عن كثب على مشاكل الإقليم ولوضع النقاط على الحروف فيما يتعلق بالتصادمات غير الحميدة بين المسلمين وقومية «الهان» القاطنة في ذلك الإقليم، وبهذه المناسبة لابد من الإشارة إلى أن الصين تتمتع بمقدمات عبقرية لمعالجة مثل هذه المشاكل . أولها الشعار اللافت «صين واحدة ونظامان» والذي تم تطبيقه بحيوية كبيرة في حالتي هونج كونج وماكاو، كما تتمتع الصين بحيوية استثنائية في التعامل مع المتغيرات على الأرض وتأمين أسباب تقديم الأفضليات، وما أتوقعه شخصياً أن تتخذ السلطات الصينية منظومة واسعة من الإجراءات التي ترتقي بشأن الإقليم المسلم وخاصة من النواحي المادية المباشرة، فللصين تجربة فريدة في نقل الناس من حال إلى حال أفضل وأرقى، اقتصادها المهول الحيوي يسمح لها بفعل ذلك، والأهم من هذا وذاك أن قرار الدولة هناك لامرد له، وأنه ليس من أحد بوسعه الاستهتار بالقوانين، وليس بوسع ناهب أو سارق أن يمد يده إلى المال العام، فالقانون الصيني من أقسى قوانين العالم صرامة تجاه لصوص المال العام الذين يذهبون إلى ساحة الإعدام إن فعلوا ذلك، ولهذا السبب توفّرت الصين على تنمية مستدامة تتصاعد ولا تتوقف حتى في ظل الأزمة المالية الدولية، واستطاعت الصين أن تحقق نجاحات غير مسبوقة في تواريخ الاقتصاد العالمي، وهي لن تعجز عن إنصاف المظلومين وحل المشكلة على قاعدة محاسبة المُخلّين، وإعادة الاعتبار لمواطنيها من المسلمين .