«باراك حسين أوباما» أتى إلى البيت الأبيض كرئيس للدولة الأعظم في العالم..ليرث تركة ثقيلة جداً جراء السياسة الأمريكية خلال ثماني سنوات من رئاسة «جورج دبليو بوش الابن» وهي الثمان السنوات الأسوأ في تاريخ البيت الأبيض الأمريكي من حيث السياسة الهوجاء التي اتبعها بوش تجاه العالم، والتي ورطت الولاياتالمتحدة في أفغانستان والعراق وأدت إلى فوضى عالمية، ولدت ونمّت الكراهية تجاه الولاياتالمتحدة من قبل كل شعوب العالم.. بل خلقت نواة لمعارضة أمريكية تنمو يوماً بعد يوم ضد السياسة الأمريكية الخارجية والداخلية، وهي السياسة التي انتهت إلى انفجار الأزمة المالية وانهيار كبريات المؤسسات والبورصات النقدية في امريكا وانعكست على انهيار كبريات الشركات الصناعية و...و..الخ. إن التركة الثقيلة التي ورثها «أوباما» هي حصيلة عقود من السياسة الأمريكية الخاطئة تجاه العالم..سياسة الاستكبار والابتزاز والهيمنة والتسلط والعدوان ومناصرة الكيان الصهيوني الغاصب وللحقيقة إنها تركة تنوء بها الجبال.. وللحقيقة «أوباما» بدأ فعلاً ونظرياً بتصحيح السياسة الأمريكية ونواياه واضحة، وهو واضح تماماً..ولانقلل من القرارات التي قد اتخذت ومثلت المطرقة والسندان اللذين بترت بهما العديد من قرارات بوش ومازال أوباما نظرياً يبشر بآمال كبيرة في مساعيه لخفض الأسلحة النووية مع روسيا، وكذا التعاطي الدبلوماسي مع ايران حول برنامجها النووي، ووقوفه إلى جانب حل الصراع العربي - الصهيوني على أساس الدولتين ولو أن العبارة عائمة وتحتمل عدة احتمالات لكيفية حل الدولتين لكن أيضاً مايبعث على الأمل تشدده في موضوع إيقاف التوسع في الاستيطان الصهيوني وأيضاً زياراته لدول إسلامية ومساعيه لتحسين الوجه الأمريكي لديها من خلال حديثه الذي يحمل التصور الأوبامي الجميل للإسلام. إن اتجاهات السياسة الأمريكية لأوباما تلقى معارضة شديدة من الكيان الصهيوني ومن اليمين المتطرف في الولاياتالمتحدة ومن قوى الاحتكارات الرأسمالية ذات النزعة الاستعمارية..وهو مايجب أن يستدعي الانتصار للرجل واتجاهاته التي هدأت العالم وذلك عن طريق تكوين «لوبي عربي إسلامي أفريقي آسيوي لاتيني أمريكي جنوبي» يقف حول أوباما ويدعم سياساته بالمحافل والفعاليات الدولية والقارية والإقليمية والقومية.. ودفعه وتشجيعه قدماً في اتجاهاته عبر استخدام كل وسائل الإعلام بمافيها الإعلام الالكتروني الموجه إلى الغرب وشعب الولاياتالمتحدة لتكوين جبهة شعبية أمريكية ضد اللوبي الصهيوني - الامبريالي في أمريكا..وتحويل أوباما من رئيس للشعب إلى زعيم مخلص للأمريكيين والإنسانية.. أما تركه لوحده قد يحبطه وعلينا الصبر لأن أربع سنوات غير كافية له للتغيير لأن التغيير صعب.