ينتظر الكثير من المراقبين خطاب الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما الذي سيوجهه للعالم العربي والإسلامي من قاهرة المعز يوم غدا الخميس بعد أن ينهي زيارته اليوم للمملكة العربية السعودية. وتحتل هذه الزيارتين أهمية قصوى في معرفة حقيقة التوجه السياسي القادم للولايات المتحدة تجاه عالمنا العربي والإسلامي وهو التوجه الذي يحمل شعارات التغيير التي أطلقها اوباما في حملته الانتخابية الفائتة الذي انتخب على أساسها. وفي اعتقادي أن هذه الشعارات البراقة لم تر النور بعد على أرض الواقع فالولاياتالمتحدةالأمريكية تظل وستظل استراتيجيا الحليف الأقوى للكيان الصهيوني عدو العرب والمسلمين الأول حتى ولو كان هذا التحالف على حساب دول وشعوب العالم العربي والإسلامي مجتمعة وما لم تتغير هذه السياسة العمياء والإستراتيجية العرجاء فأن بذور الكراهية المتصاعدة التي تحملها الشعوب العربية والإسلامية للإدارات الأمريكية المتعاقبة ستظل كما هي حتى تلمس هذه الشعوب تغييرا حقيقيا في السياسة الأمريكية الخارجية يصب بالدرجة الأولى في صالح السلم العالمي والعدالة الدولية المفقودة، وبالدرجة الأخرى في صالح شعوب هذا العالم الإسلامي الكبير وفي صالح الولاياتالمتحدة نفسها فمصالح دولة كبرى كالولاياتالمتحدة مع دول تزيد في عددها عن اثنان وخمسون دولة عربية وإسلامية وشعوب يتجاوز عددها المليار والنصف. اعتقد أنها عقلا ومنطقا واقتصادا وسياسة بل وإستراتيجية انفع بكثير من تغليب كل ذلك لصالح دويلة أو كيان صهيوني محتل ومغتصب ومستقبلة بحسب الدراسات التاريخية والإستراتيجية إلى الزوال. الرئيس الأمريكي مطالبا اليوم بأحداث تغيير حقيقي في السياسة الأمريكية الداخلية والخارجية خاصة وأمريكا تعيش اليوم مرحلة تعد من أسوء مراحلها على كافة المستويات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية، ولان الوضع كذلك انتفض الشعب الأمريكي على إدارة بوش السابقة وقذفها إلى خارج التاريخ المشرق للولايات المتحدةالأمريكية والتي تعد من أسوء الإدارات التي حكمت أمريكا. ومن هذا المنطلق الجديد والوضع الاستثنائي للتاريخ الأمريكي خرج هذا الشاب الأسمر وأطلق شعاره ألتغييري الذي كان بمثابة قارب النجاة الذي انتظره الأمريكيون منذ عقود فكانت حملته الانتخابية مشبعة بهذا الشعار البراق الذي سيطر على إرادة الناخب الأمريكي ليصبح اوباما أول رئيس أمريكي من أصول افريقية. تصريحات اوباما الأخيرة لوسائل الإعلام الأمريكية والتي تحدثت عن موضوع هذا الخطاب وما تناولته من الإشارات الواضحة والتقليل ألاستباقي من الأهمية المتوقعة لخطابة القادم عبر التأكيد بعدم التفاؤل كثيرا بما سيتضمنه هذا الخطاب من توجه جديد للسياسة الأمريكية تجاه العالم العربي والإسلامي، هذه التصريحات الاستباقيه تضعنا أمام حقيقية هذا التغيير القادم الذي بشر به الرئيس الأمريكي العالم ويضعنا أيضا أمام حقيقية اللوبي الصهيوني الذي لازال مسيطرا على السياسة الأمريكية حول العالم حتى وإن كانت هذه السياسة تدفع بالولاياتالمتحدةالأمريكية والشعب الأمريكي إلى المجهول. خلاصة القول: الخطابات السياسية الموجهة لأي دولة مالم تستند على أسس عملية من التغيير الفعلي في السلوك السياسي وتغيير عملي في الإستراتيجية المتبعة فأنها لا تعدوا أن تكون كما شبها الكثير من المحللين خطابات منضوية تحت بند العلاقات العامة أو الظاهرة الصوتية الدولية التي لا تقدم ولا تأخر ولا تحمل من التغيير شئ.