يفترش الرصيف منزلاً منذ سنوات ولايجد قوت يومه لاغرابة إن قلنا أو سمعنا أو شاهدنا أنه قد يصبح رصيف الشارع قصراً فخماً ومكاناً ليس له مثيل ولايضاهيه مكان للمأكل والمسكن والمبيت ليس ليوم أو ليومين أو شهر بل لسنوات عديدة خاصة إذا كانت هكذا هي حالة المعاق غانم حميد سعيد 38 عاماً الذي يفترش جزءاً صغيراً بقدر حجمه في إحدى جنبات شارع جمال بمدينة تعز ويستظل بمظلة صغيرة تقيه حرَّ الشمس ويلتحف بقماش خفيف أشبه ب «البطانية» يكفيه ولو يسيراً شدة الريح وقساوة البرد ليلاً.. غانم متزوج وله من الأطفال «ستة» واضافة إلى زوجته وأمه الذين تركهم منذ ثلاثة أعوام يكابدون شظف العيش في مسقط رأسه في جبل رأس بمحافظة الحديدة..كونه ضاق ذرعاً بالدنيا ولم يستطع مجابهة ظروف الحياة القاسية..فحضر إلى تعز ومنذ ذلك الحين وإلى اليوم وأكله ومشربه ومسكنه على قارعة الطريق في ذاك الرصيف الذي احتضنه..لايقوى على الحركة فقد ابتلاه الخالق عز وجل بعثرات في قدميه ويديه. غانم.. الذي لم يغنم من الدنيا شيئاً قال إنه يترقب أخبار أسرته مابين الشهر والشهرين من الذين يقدمون من القرية ويعملون في المدينة وهم يعرفونه..وأن أمه هي من تنفق على أطفاله من الجبن البلدي الذي تبتاعه. غانم..يحلم في ليلة القدر المباركة بأن يحصل على معاش للضمان الاجتماعي ومن يسهل له ذلك حيث أفاد أن عدم امتلاكه بطاقة شخصية أفقدته الحصول على ذلك الحلم المتواضع كما أنه يحلم بكرسي متحرك يبعد عثرته ولو نسبياً، كما إنه يحلم أن يساعده أحد على ظروف القاسية التي أجبرته أن يتخذ من الشارع منزلاً.