منذ سنوات تموضعت مجلة « الرافد » الثقافية التي تصدر عن دائرة الثقافة والإعلام بحكومة الشارقة .. تموضعت في الشبكة العنكبوتية « الانترنت » من خلال موقعها المتميز الذي يعكس روحية المجلة وشخصيتها الثقافية الفكرية، ويتناسب مع المجلة من حيث شكلها ومحتواها، مفضياً إلى قابلية استدعاء الصفحات قراءةً ونسخاً كما لو أنها المجلة الورقية ذاتها، وبعد استمرار التجربة ردحاً من الزمن قررت هيئة تحرير « الرافد» الانزياح بهذه الخدمة لتكون متاحة على البريد الإلكتروني لمن تتوفّر على عناوينهم في قواعد بياناتها الرصينة، وبهذا المعنى أصبحت المجلة متوفرة لدى البريد الخاص للقراء أينما كانوا، وقد تساوقت مع تجربتي النشر الالكتروني والارسال للبريد الخاص مع تطوير أساسي لروحية التحرير والإخراج، وذلك استناداً إلى تقديم الخدمة الثقافية المعرفية الفكرية بقوالب رشيقة، مع الإمعان في تأمين الصور المناسبة بوصفها قيمة تعبيرية مُحايثة للنص، واعتماد المُتغير الإخراجي الذي يضع نفسه في أساس وروحية المجلة . لكن هذه الإنجازات على أهميتها والتي كانت بمثابة رافعة أُخرى لقواعد البيانات المتميزة لمجلة « الرافد » أصبحت خطوة في طريق الألف ميل، والشاهد الاستتباع الطبيعي لهذه التفاعلية الذي يكمن في حرص هيئة التحرير على المساهمين من خلال الرد المباشر على إجازة أو عدم إجازة موادهم للنشر، كما أيضاً التفسير لعدم النشر إذا ما طلب المُساهم ذلك، الأمر الذي يعني أن هيئة تحرير المجلة ليست مهجوسة بالإصدار الشهري فحسب، بل الصلة اليومية التفاعلية بكل من يكتب للمجلة. تالياً، ولأن هناك زخماً وافراً من المواد المُجازة للنشر وغير القابلة لتسكينها المنتظم في أعداد المجلة الورقية لا بأس من إصدار نسخة إلكترونية شهرية تستوعب ما يفيض من مواد مجازة وغير قابلة للنشر في النسخة الورقية. السبب في ذلك أن مفردات التبويب للنسخة الورقية لا تسمح بتكرار المواد المُتشابهة، الأمر الذي يجعل من الانزياح نحو نسخة الكترونية موسّعة قيمة إضافية مؤكدة، خاصة إذا عرفنا أن دائرة انتشار النسخة الالكترونية أوسع بكثير من دائرة توزيع النسخة الورقية، وإذا ما أضفنا إليها الإرسال المباشر إلى جملة العناوين الالكترونية الشخصية التي تتوفر في قواعد بيانات المجلة، فإننا إزاء مجلة الكترونية تصل إلى مئات آلاف القراء الناطقين بالعربية. هذه التدابير لا تخص مجلة واحدة فقط، لكنها أُفق جديد يتسع لتطوير كافة المطبوعات من خلال ذات العمل وتنويع روافده ومساراته مما يمكن أن نراه أيضاً في بعض المطبوعات اليمنية.