فردوس عبدالله غانم، في الثامنة من عمرها السرطان العنيد الذي أصابها في دماغها يرفض مغادرته رغم عملية استئصال خضعت لها في صنعاء ضاعفت حالتها وهي الآن بحسب أطبائها في حالة خطيرة جداً، ولا أمل في علاجها وهي تحتاج إلى السفر على وجه السرعة للخارج.. ولكن كيف؟! ومن أين؟! بين ثنايا منزل، كانت فردوس فرحة، يجثو الآن حزن ودموع وألم وعلى امتداد حياته كان عبدالله غانم يتعايش مع فقره وعوزه برضا تام، وكثيراً ما كانت أميرته الصغيرة «فردوس» تنسيه كل ذلك وفي زاويا المنزل المتواضع كانت تلعب معه وتغسل قلبه المحزون في شلال ضحكتها. ثمة حالة اشتياق تعيشها العائلة المكلومة تعجز الكلمات عن وصفها لكنها تسيطر على الجميع بما فيهم عروستها التي تركتها قبل أشهر بعد ملاطفة تتذكرها الأم فيما عيناها تذرفان دموعاً لو كانت فردوس إلى جوارها لامتدت يدها الصغيرة إلى خد أمها وبحنية بالغة ستمسح دمعتها. عزة نفس وعفة تمنع الوالد المنكوب في صحة صغيرته لكنه يشاهدها كوردة تبدل حالها وتذبل أمامه وهو غير قادر على فعل شيء. تحتاج فردوس لمن ينقذ حياتها.. تحتاج للعيش الدافئ في حضن أمها وبين حناياها.. تحتاج لأصحاب إرادة قوية يريدون جنة عرضها كعرض السموات والأرض وثمنها ابتسامة فردوس وأهلها وذويها.