الوضع في أفغانستان صار أكثر خطورة الآن؛ هذا ما تقوله الوقائع على الأرض ويؤكده قادة كبار هناك. مؤخراً وصف قائد القوات الأمريكية والدولية في أفغانستان الجنرال ستانلي ماكريستال الوضع هناك بأنه خطير لكنه اعتبر أن ثمة إمكانية للنجاح هناك من خلال إجراء مراجعة للاستراتيجية المتبعة هناك. «النجاح يتطلب مراجعة الاستراتيجية والالتزام والحسم..» يقول ذلك ماكريستال في سياق التقييم الذي قدمه إلى قادة القوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلنطي(الناتو) بشأن الحرب في أفغانستان خلال الشهرين الماضيين. تقرير ماكريستال لم يتضمن المطالبة بزيادة القوات فتلك مشكلة يتم علاجها بشكل منفصل. كان ماكريستال أعد تقييمه للاستراتيجية في أفغانستان خلال الشهرين الماضيين بناء على طلب وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس وقادة الناتو، وأوصى القائد الأمريكي أن تكون حماية المواطنين الأفغان من هجمات طالبان في قمة الأولويات. ويأتي هذه التقرير بعد أيام من إجراء الانتخابات الأفغانية التي تشير نتائجها الأولية إلى تفوق الرئيس حامد كرزاي على منافسه عبدالله عبدالله. الجنرال الذي لم يتطرق في تقريره إلى أعداد القوات العاملة في أفغانستان، كتب في تقريره: إن المواطنين الأفغان يعانون أزمة ثقة إزاء القوات الأمريكية؛ لأن الحرب ضد حركة طالبان لم تؤد إلى تحسين حياتهم. وقال أيضاً: إن من الضروري أن تكون القوات الأفغانية قادرة على أخذ مراكزها في الصفوف الأولى، إلا أنها لن تكون قادرة على ذلك قبل مضي ثلاث سنوات، بينما ستحتاج قوات الشرطة إلى فترة أطول كي تصبح قادرة على الاضطلاع بمهامها. يرى ماكريستال أن 60 في المئة من المشكلة ستحل لو وجد عناصر طالبان فرص عمل. وفي حين تشير استطلاعات الرأي إلى انحسار الدعم الشعبي للمهام التي تضطلع بها القوات الدولية هناك فإن وصول هذا التقرير الى مكتب الرئيس أوباما ربما يعيد التفكير في تبعات زيادة أعداد القوات الأمريكية في أفغانستان في وقت تزايدت فيه هجمات طالبان حد إحراج الناتو.