تحتاج قوات التحالف العاملة في افغانستان كل شيء تقريباً من اجل مواصلة المعركة فالتعزيز السابق كما يبدو قد تبخر عاجلاً هذه المرة. في كلمة تنصيبه اميناً عاماً لحلف الناتو الأسبوع الماضي قال أندرس فوغ راسمو سن بأن "نجاح المهمة العسكرية في أفغانستان تأتي على رأس أولويات الحلف."للمرحلة القادمة. بعدها بزمن وجيز قام راسمو سن بأول زيارة له كأمين عام للنيتو الى أفغانستان، وما هي الا لحظات بعد وصوله لتعلن واشنطن تأجيل تقرير المراجعة الأمنية للوضع في افغانستان. كان وزير الدفاع الأميركي طلب من ماكريستال تقديم تقريره بعد 60 يوماً من تعيينه قائداً للقوات الأمريكية في أفغانستان، لكن الجنرال ستانلي ماكريستال لن يقدم أول تقرير له حول الوضع الأمني في أفغانستان، إلى وزير الدفاع روبرت غيتس، والأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" أندرس فوغ راسموسن، منتصف أغسطس الجاري كما كان محدداً فقد تقرر تأجيله إلى وقت لاحق الآن لأن غيتس بات يود من التقرير أن يشتمل ما ستسفر عنه الانتخابات الأفغانية القادمة بحسب واشنطن .. الأجواء كما يبدو غير مشجعة لمناقشة الخسائر الأميركية المتزايدة .. يحتاج الامر ربما تحقيق نجاح من نوع ما يشجع على طرح مطالب امام الكونجرس. التقرير الأول لماكريستال وبعد المستجدات الأخيرة من ارتفاع مؤشرات الضحايا الاميركيين في افغانستان سيرافقه أو يلحق به ولا شك طلباً منفصلاً لزيادة القوات في أفغانستان، بالإضافة إلى طلب مزيد من التجهيزات، وتكثيف الجهود على عدة أصعدة، بهدف "كسب الحرب" ضد مسلحي حركة "طالبان" الأفغانية. مزيد من التجهيزات يعني الحاجة إلى تعزيز العمليات الاستخباراتية، بالإضافة إلى المضي قدماً في جهود المصالحة الوطنية بين القبائل الأفغانية، وكذلك توفير المتطلبات اللازمة للتصدي للعبوات الناسفة شديدة الانفجار، التي أودت مؤخراً بأرواح عشرات من جنود التحالف. كما سيطلب الجنرال ماكريستال ولا ريب مزيداً من القوات الأمريكية، سواء للمشاركة في العمليات القتالية ضد مسلحي حركة طالبان، أو لتدريب القوات الأفغانية. القوات الدولية العاملة في أفغانستان تعاني من ضغط كبير تمارسه حركة طالبان رفقة تنظيم القاعدة، ما تسبب في ارتفاع كبير بخسائرها البشرية، حتى بلغت مستويات غير مسبوقة مؤخراً. ففي حين بلغت الخسائر الأميركية حتى الخميس الماضي 11جندياً "منهم 5جنود قضوا الخميس الماضي في حادثين منفصلين بمعدل 4-1"منذ مطلع أغسطس الجاري فإن شهر يوليو الماضي شهد مقتل 75 جندياً للقوات الدولية، وهي أعلى حصيلة قتلى للتحالف منذ بدء عملية "الحرية المطلقة"، التي يقودها الجيش الأمريكي ضد مسلحي حركة "طالبان" وتنظيم "القاعدة"، أواخر العام 2001م