عند الحديث إلى المريض وهيب سالم علي الراقد من غير حراك فوق سرير مرضه فإنك ستسمع بين كل كلمة وأخرى تنهيدة الم تصعد مترافقة مع حشرجة وانين يؤكدان إنهما صادران من صدر منهك بالألم وقلب يكابد السقم وروح تفيض بالدعاء إلى الله العلي القدير ان يجعل من هذا الشهر المبارك الفضيل شهراً لذهاب الكرب وقدوم الفرج وان يمّن الخالق عز وجل على هذا الجسم المكوم تحت ذلك الغطاء بالشفاء والصحة حتى يعود إلى عمله باحثاً عن قوت يومه وأولاده وما يستر عورة بيته الذي لا يعلم بحاله ومافيه الآن إلا الله وحده وهو القادر على ان يجعله مستوراً . وهيب ابن الأربعين سنة يرقد في المستشفى منذ أسابيع طويلة مرغماً بعد ان بقي يكابد المرض في البيت هارباً من المستشفى لمدة ستة أشهر مع انه يعرف ان قلبه عليل وبات ضعيفا لكنه ظل هارباً ليس من المستشفى والصحة بل من متطلبات المستشفى وتكاليف العلاج خصوصاً وهو، أي وهيب مجرد عامل بسيط على باب الله وبالكاد يحصل من كده وتعبه على قوت يومه له ولزوجته وأولاده الخمسة، الذين يعيشون هذه الأيام على آمال كثيرة من الله جل شأنه أولها ان يشفي لهم والدهم ويعيده إليهم سالماً غانما معافى وليس ذلك على الله بعزيز، وثانيها ان يسخر لوالدهم رجل خير يساعده على العلاج، وان يدبر الله لهم من يفرحهم بالعيد مثل غيرهم من الأطفال بالكسوة ولوازم العيد وقبل ذلك لقمة العيش التي تذهب الجوع وتغنيهم عن مذلة الحاجة والسؤال. وهيب الذي يجد صعوبة في الحديث عن حالته الصحية والنفسية والمادية هو احد نزلاء قسم الباطنية بمستشفى عدن ويعاني من تضخم في عضلة القلب منذ ستة أشهر ومنذ ستة أشهر وهو لا يعمل ، وهذا يعني انه واسرته بدون مصدر للعيش وما بالكم بتوفير متطلبات العلاج ، ووحده الله العالم كيف يتحصل عليه وايضاً متطلبات الحياة اليومية لمن يعيلهم. وهيب قبل ان يصاب بالمرض ويصبح ملازماً لفراشه كان يعمل يوماً ويتوقف يوماً آخر يشتغل بالأجر اليومي ان وجد عمل وان لم يجد فان عليه ان ينام جائعاً بانتظار اليوم التالي عل الفرصة تأتيه ويكون يومه افضل من الذي قبله, وهاهو يعيش ومنذ ستة أشهر بدون أي عمل وكيف يمكن لعضلات جسمه ان تعمل بدون عضلة قلب؟! وفي نهاية وقفتنا معه تحدث الينا رغم الإعياء والتعب متمنياً من الله الوهاب ان يهب له من يفرج همه ويساعده على التخلص من محنة مرضه. وهيب حالة من المعاناة والعسر وضيق الحال نقدمها لكل فاعل خير لاسيما وان هدفنا النبيل في «ليلة القدر» ان تحصل كل حالة من الحالات التي ننشرها على ليلة قدرها وساعة حظها من الله عز وجل التي تعيد إليها الصحة والابتسامة.