الوطن العربي، والعالم الإسلامي، ومنذ زمن مضى تتواجد فيه الطوائف والمذاهب.. المسلمون، والمسيحيون، واليهود، والمسلمون ينقسمون إلى مذاهب شافعية و حنفية و حنبلية، وزيدية واسماعيلية وسنة وشيعة وسلف وصوفية وما إلى ذلك.. وهكذا المسيحية تجد الأقباط، والكاثوليك والبروستانت، والبيوريتان، وما إلى ذلك، وقد ظل جميع هؤلاء يعيشون بسلام ووئام وإخاء واحترام في الوطن العربي وكذا في العالم الإسلامي دون أن ينغص حياتهم، وأمنهم واستقرارهم، وسلامهم ووئامهم أي نوع من أنواع المنغصات. فما الذي حدث حتى تتغير الأحوال، وتنشأ العداوة والبغضاء والضغينة والحقد والصراع والمواجهات اليوم، فصار الجميع ضد بعض. كان الجميع يعيشون في ظل شعار «الدين لله، والوطن للجميع»، وفي ظل شعار «التسامح والإخاء» لكن هذه الشعارات ضاعت، وتبددت، وتلاشت واختفت ليحل التطرف والتفرق، والعنف، والتعصب، مما أدى إلى انتشار الفتن والفوضى والمواجهات في معظم البلاد العربية والإسلامية إلى حد ارتكاب المذابح ضد بعض، وتوجيه السلاح إلى بعض وسفك دماء بعض والاعتداء على مقدسات بعض، ولا أعتقد أن هذا بحاجة إلى أي دليل حتى يصدقني القارئ الكريم، لأنه يسمع ويرى عبر الفضائيات ماذا يحدث كل يوم في العراق، وفي الصومال، وفي الجزائر، وفي فلسطين، وفي لبنان، وما يجري بين الحين والآخر بين المسلمين والمسيحيين في مصر، وما يحدث في باكستان، وما يحدث في جنوب السودان، ودارفور، وما يحدث في نيجيريا، كل هذه تحدث ضمن سيناريو واستراتيجية واحدة تهدف إلى تدمير الوطن العربي والإسلامي، وهو مخطط من نفس عدو الأمس، الاستعمار الغربي، الأوروبي الأمريكي الذي سعى إلى تنفيذ نفس المخطط في إيران قبل وبعد الانتخابات الرئاسية، وما بقي من البلاد العربية والإسلامية ليس خارج المخطط، وإنما سيكون في حينه لأن المسألة مجدولة، ومسألة وقت. وكل هذا التمزيق للبلاد العربية والعالم الإسلامي إلى كيانات ودويلات صغيرة ضعيفة، دويلات طائفية ومذهبية ومناطقية وسلالية وإقليمية وقبلية وعشائرية وأسرية يسهل سحقها وإلحاقها بالنظام العالمي «الاستعماري » الجديد. فهل يستيقظ العرب والمسلمون، ويدركون ماذا يراد لهم من ذل وهوان؟!