تتوسط مصر بين حماس وإسرائيل لضمان الإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، الأسير الإسرائيلي لدى حماس في غزة من يونيو من عام 2006، مقابل الإفراج عن مئات المعتقلين من أعضاء الحركة في السجون الإسرائيلية. حالياً يقوم زعيم حركة حماس خالد مشعل بزيارة إلى مصر بهذا الشأن. حماس التي طالبتها منظمة هيومن رايتس ووتش التي تعنى بالدفاع عن حقوق الإنسان أن توقف العمل بأوامرها فرض قواعد للزي الشرعي على الطالبات منذ بدء العام المدرسي في أواخر أغسطس على اعتبار أن هذه القرارات تنتهك الحريات الشخصية، أثارت زيارة قائدها مشعل تكهنات باحتمال وجود تقدم في المفاوضات المتعثرة بين حماس وإسرائيل حول تبادل الأسرى. بعض زعماء الحركة أدلوا بتصريحات متناقضة حول زيارة مشعل إلى القاهرة، فقال منهم إنه يزور مصر للبحث في الشؤون الفلسطينية الداخلية، في حين أكد آخرون أن الزيارة تأتي بغرض البحث في عملية تبادل الأسرى والمعتقلين. الناطق باسم حماس أيمن طه قال : إن دبلوماسيين ألمان دخلوا على خط تلك المفاوضات خلال الأسابيع الأخيرة، وقام بعضهم بنحو 11 رحلة إلى قطاع غزة خلال الشهر الماضي. كان الرئيس الفلسطيني محمود عباس زار القاهرة أيضاً، وأجرى محادثات مع الرئيس المصري حسني مبارك، لكن من غير الواضح ما إذا تطرق الحديث إلى مسألة المفاوضات الإسرائيلية مع حماس وهو غادر القاهرة قبل وصول مشعل. عباس قال : إن المباحثات تطرقت إلى جهود المصالحة الفلسطينية، كما كرر المطالبة الفلسطينية بتجميد تام للنشاطات الاستيطانية الإسرائيلية في الضفة الغربية. أوضح عباس أنه لا جدوى من اجتماعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتينياهو إذا ظل يعطي موافقته على توسيع النشاطات الاستيطانية في الضفة الغربية. معتبراً - عباس - أن الاستمرار في الاستيطان يعني أنه (نتينياهو) لا يرد فعل شيء، ولذلك لا حاجة للاجتماع به. كانت إسرائيل اعتقلت ثلاثين من نواب حماس في المجلس التشريعي الفلسطيني (البرلمان) الذي حصلت فيه على أغلبية عقب الانتخابات التي أجريت في عام 2006 و أفرجت في الثاني من هذا الشهر عن تسعة من نواب حماس اعتقلوا بعد أسر شاليط بعد انقضاء محكوميتهم، فيما لايزال 24 نائباً من حماس رهن الاعتقال في السجون الإسرائيلية. كانت ألمانيا توسطت بين حزب الله اللبناني وإسرائيل أكثر من مرة ونجحت في ترتيب تبادل أسرى وجثث بين الطرفين، وتشير مجلة دير شبيجل الألمانية إلى قبول إسرائيل نهاية أغسطس الماضي عرضاً ألمانياً لتبادل الأسرى مع حماس. وحسب المجلة فإن الحكومة الإسرائيلية قبلت العرض الذي ينص على إفراج إسرائيل عن 450 سجيناً فلسطينياً مقابل إطلاق سراح شاليط، وأن أمام حماس مهلة تنتهي أوائل سبتمبر. العرض الألماني يتوافق مع مسودة الاتفاق الذي توسطت فيه مصر في بنود من نوع إفراج إسرائيل عن عدد من السجناء الفلسطينيين، وبعد ذلك ينقل شاليط إلى القاهرة مقابل إطلاق سراح إسرائيل مزيداً من السجناء الفلسطينيين.