يذكرون الله كثيراً، ويقرؤون القرآن كثيراً، ويتدبرون معانيه، يقيمون الصلاة في أوقاتها ويسارعون في الخيرات.. تجدهم لايتوقفون عن السعي في الأرض بما ينفع الناس.. يخافون أن يقعوا في الآثام، فيكرهون نزول الأسواق والاختلاط بالفارغين والعاطلين وقليلي الذوق وعديمي الأخلاق الذين يجوسون خلال الشوارع والأسواق.. د/علي محمد سعيد الشيباني يحافظون على صحتهم الجسدية.. فلا يأكلون إلا بقدر ولاينامون في الليل إلا بقدر.. أما النهار فهو عندهم نهار جد وجهد وعمل وعبادة وماتيسر لهم من الراحة بعد عناء طويل.. على عكس مايفعله أولئك التعساء.. الذين يقضون ليلهم في الأكل والقات والسهر.. يقضون الليل بطوله في السهر ومعظم أوقات النهار نائمين أو جالسين في بيوتهم لايفعلون شيئاً، معتقدين أن الحركة والنشاط أثناء الصيام يضعف الجسد وينهك القوى.. مع أن الحركة والنشاط أثناء الصيام عمل إيجابي وحيوي يزيد من كفاءة عمل الكبد والعضلات ويخلص الجسم من الشحوم ويحميه من أخطار زيادة الأجسام السامة «الكيتونية» التي تتكون في الجسم في حالة الخمول والكسل.. كما أن الحركة العضلية تنبه مركز الأكل وتفتح الشهية للطعام.. وأثبتت الدراسات العلمية أن الحركة والنشاط العضلي الزائد يحلل الجليكوجين في الكبد أو العضلات أو أي مكان آخر إلى جلوكوز.. وفي العضلات لايتحلل الجليكوجين إلى جلوكوز في حالة الخمول والنوم والسكون كما في الكبد وذلك لغياب انزيم فوسفاتاز 6 الجلوكوز phosphatase-6- Glucose فالحركة إذن عامل هام جداً لتنشيط استقلاب المخزون من الجليكوجين العضلي إلى جلوكوز لتغذية المخ والجهاز العصبي وخلايا الدم والعظام والكلى. وهذا الذي يفعله بعض الناس في أنفسهم في شهر رمضان إنما هو نوع من العقاب الصارم يعاقبون به أنفسهم.. فشهر رمضان ليس هو شهر الخمول والكسل أو السهر في الليل والإكثار من الطعام.. أبداً والله.. فتبينوا أن هذا الذي يفعله بعض الناس في رمضان لايليق بمن يريد أن يكسب في رمضان ثواب الدنيا وأجر الآخرة.. بل إن مايفعله البعض في الشهر الكريم هو من صميم عمل التعساء!! فأيهم تريد أن تكون؟؟!