لم تعد الولاياتالمتحدة تحمل ذات الحماس لبناء الدرع الصاروخي الأوروبي،كما لم يعد الانزعاج الروسي عند ذات الدرجة السابقة. الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف رحب منتصف الشهر بقرار الرئيس الأمريكي باراك اوباما التخلي عن الفكرة. كان الرئيس الأمريكي أمر بإجراء مراجعة للنظام الصاروخي الذي اقترحه سلفه جورج دبليو بوش، وهو النظام الذي أثار حفيظة روسيا التي اعتبرته يشكل تهديدا مباشرا لأمنها، تلا ذلك ابلاغ بولندا والتشيك أن الولاياتالمتحدة لاتنوي نصب محطات الرادار على اراضي البلدين ضمن خطة الدرع الصاروخي المتفق بشأنه مسبقاً. كان رئيس الوزراء التشيكي أشار في وقت سابق الى أن الولاياتالمتحدة قررت التخلي عن نشر منظومة صواريخ في بلاده وبولندا ضمن برنامج الدرع الصاروخي التي كانت واشنطن ماضية فيه. تقارير صحفية أمريكية كانت بررت القرار الأمريكي قبل إعلانه بأن مرجعه أن خطط إيران لتطوير صواريخ بعيدة المدى لم تبلغ بعد المستوى الذي كان متوقعا لها ان تبلغه. النظام الصاروخي المفترض كان من المتوقع بلوغه مرحلة التشغيل الكامل بحلول عام 2012 لكن الولاياتالمتحدة كما يبدو اختارت التقارب مع روسيا التي اعلنت من جانبها أنها بعد اعلان القرار الأمريكي صارت مستعدة للمزيد من الحوارات مع واشنطن. مدفيديف اعتبر ان قرار التخلي عن الدرع الصاروخي يمثل خطوة مسؤولة تسهل تطبيق الاتفاقات التي تم التوصل إليها بين روسياوالولاياتالمتحدة". في اغسطس 2008، وقعت الولاياتالمتحدة اتفاقا مع بولندا لنشر أجهزة رصد في بحر البلطيق ومع جمهورية التشيك لبناء محطة رادار على أراضيها. حينذاك قالت واشنطن: إن تلك المواقع الاوروبية ضرورية لحماية الحلفاء الاوروبيين او القوات الامريكية في اوروبا من ايران او اي بلد اخر. لكن الإدارة الأمريكية تركت الباب مفتوحاً لاستئناف العمل بالنظام الملغي في بولندا وجمهورية التشيك في حال تحقيق إيران تقدم في مجال تطوير الصواريخ بعيدة المدى بحسب الوول ستريت جورنال. إيران التي أجرت خلال اليومين السابقين مناورات صاروخية بينها إطلاق صواريخ بعيدة المدى "2000كم" تحاول التأكيد على ان برنامجها الخاص بتطوير الصواريخ مخصص فقط للأغراض العلمية والدفاعية ولأغراض الرصد، الا ان ثمة مخاوف لدى الغرب كما لدى العديد من الدول المجاورة لايران من ان طهران قد تستخدم قدراتها الصاروخية لحمل الرؤوس النووية! الملف النووي الايراني تتم قراءته غربياً بطريقة التوجه صوب إنتاج القنبلة النووية لكن ايران دعت الوكالة الذرية مؤخرا لزيارة مفاعلاتها النووية للتأكد من سلمية الغرض وبعد مرحلة امكانية انتاج القنبلة. تهدف ايران الى التخلص من تهديدات العقوبات بشكل ما كما تستند الى تفاهمات مع روسيا والصين اللتين ترفضان المزيد من العقوبات واللتين ساهمتا على ما يبدو في اقناع إيران بفتح بعض المنشآت امام مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية. الموازنة الأمريكية ليست في حال جيدة كما يبدو لمواصلة مغامرات الادارة السابقة خاصة وان هناك إمكانية لاستبدال التمترس بالتفاهمات. ستتجه الولاياتالمتحدة صوب تطوير أنظمة دفاع صاروخية إقليمية تغطي القارة الاوروبية بدلاً عن مشروع الدرع الملغي، أما روسيا فقد أعلنت نشر ذات النظام على كامل الأراضي الروسية.. ربما كانت ايران غطاء يوما ما لكن الواضح أنها ليست جوهر القضية.