المعركة التي يخوضها الوطن مع عصابات التمرد والإرهاب الحوثية في صعدة ليست وليدة الساعة ولكنها معركة عمرها 74عاماً وكل ما يتغير فيها هو الأسماء فقط ، أما جوهر القضية بين الوطن وبين أعدائه فإنه قائم ولم يتبدل.. إذ إن الإماميين الذين قضت الثورة والجمهورية على حكمهم وتسلطهم واستبدادهم لم يغفروا للوطن هذه الغلبة عليهم وظلوا جيلاً بعد جيل يتوارثون الحقد والعداء للوطن وحلمهم الكبير العودة باليمن إلى الحكم الكهنوتي الذي فقدوه.وقد نذروا كل امكاناتهم وتحالفوا حتى مع الشيطان لتحقيق هذا الهدف ولكنهم عبثاً يحاولون.. وبالتأمل الدقيق لمشروع التمرد الحوثي وما تقوم به العصابات المارقة في صعدة ضد الوطن أرضاً وشعباً ومنجزات.. الخ تجد وبكل سهولة أنهم مازالوا يعيشون حلمهم الكبير وقد خرجوا في سلوكهم وأفكارهم وأعمالهم الإرهابية عن كل القيم الإسلامية والأخلاق الوطنية وحتى المشاعر الإنسانية ظناً منهم بأنهم بهذه الطريقة سوف يصلون إلى مبتغاهم.. فإن لم يتحقق ذلك فإنهم على الأقل يكونون قد أشبعوا رغباتهم وشهوات حقدهم الدفين بالانتقام الأكثر شراً من الوطن والمواطنين بما يرتكبونه من أعمال قتل ونهب وسفك لدماء الأبرياء من المواطنين ومن تخريب وتدمير للممتلكات العامة والخاصة.. الخ. وهم بذلك ينتقمون من كل منجز تنموي أو خدمي تحقق ومن كل مواطن في صعدة خاصة وفي اليمن عامة ينعم بخيرات الثورة والجمهورية والوحدة اليمنية واهمين أنهم بهذا السلوك الإجرامي وغير الشرعي أو القانوني أو الإنساني سوف يعيدون صياغة تاريخ اليمن الحديث الذي رماهم في مزبلة النسيان.. لكنهم وللأسف الشديد لم يفهموا حقيقة قوة الوطن وصلابة ثورته ووحدته وقيادته والشعب اليمني في كل ربوع الوطن الذي شب عن طوق «أوهام المتقطرنين» وظلوا منذ عام «26919002م» على أمل أن تتنزل عليهم معجزة كبرى فيستدير الزمن إلى حيث يريدون له أن يعود بالوطن والشعب ، وهذه هي مصيبتهم: عدم القدرة على فهم واقع وحياة اليمن المعاصر قيادة وقوات مسلحة وشعباً وثورات علم وتكنولوجيا وتنمية.. الخ. كما أنهم لم يفهموا أسباب فشل أسلافهم الرجعيين الذين وقفوا ضد الثورة ولم ينتصروا وهذا ما أوقعهم في مستنقع إجرامهم الذي يعيشونه فكراً وممارسة يريدون الوصول محمولين على أكتاف القتلة وسفاحي الدماء إلى عرش السلطة التي شريعتها الظلم والاستبداد والفساد في الأرض وقانونها قانون الغاب الذي ورثوه عن أسلافهم الحاقدين.. وفي هذا الخضم الحامي الوطيس الذي نشهده اليوم وقيادتنا السياسية المخلصة وقواتنا المسلحة والأمن الباسلة وشعبنا اليماني الكبير يخوضون معركة الانتصار للوطن ضد الخارجين على القانون من عصابات الحوثي المتمردة إنما تنتصر لكل دماء الشهداء ولكل إشراقات حاضرنا المعاصر وبكل شبر في أرضنا سقته غيمات العطاء السبتمبري ونما وتنامى في حضن الوحدة اليمنية ليبدو للعالم أجمع في ظل قيادتنا الحكيمة مخضوضر الثمر والنماء يؤتي أكله كل حين. فما هو دور الإعلام في هذا الخضم وخصوصاً الإعلام الرسمي في مواجهة الإعلام المضاد الذي يخدم العصابات الحوثية.. فالأعمال الإرهابية والإجرامية التي يقوم بها المتمردون ضد المواطنين الأبرياء وخصوصاً أعمال القتل وهتك الأعراض يندى لها الجبين وما يرد من صعدة من أخبار عن تلك الأعمال خصوصاً ضد النساء يجعل الأمر أكثر حتماً في محاربة هؤلاء حتى القضاء عليهم مهما كلف ذلك من مال وأرواح.. فاليمن أكبر من أن يلطخ تاريخه المضيء حفنة ظلامية مارقة.. وبالمقابل فإننا وأمام التحالف الشيطاني لكثير من القوى الداخلية والخارجية مع هذه العصابات وخصوصاً في الجانب الإعلامي وهو مايجعل من مهمة إعلامنا الرسمي على وجه الخصوص الخروج إلى الشعب بصورة أكبر مما هو عليه فيها الآن وبأشكال ومضامين أكثر جدية ونفعاً توعوياً يفضح المتمردين ومن يدعمهم ويقف على حقيقة هذه الفئة الحاقدة على الوطن وثورته ووحدته وحياته العامة فالناس ليسوا بحاجة إلى تقارير اخبارية يومية عن سير المعارك الناس يجب أن يشهدوا معركة إعلامية جادة يخوضها الشرفاء ضد الأشرار المأجورين ويجب أن يقفوا على حقيقة العابثين بأمن واستقرار الوطن ومن يقف إلى جوارهم ويجب أن يكون للإعلام دور في فضح كل أباطيل التضليل والكذب الذي يمارسه الإعلام المضاد.. إننا نشاهد أكثر من قناة فضائية تقف إلى صف المتمردين وفي الداخل كم نقرأ من سطور في صحف معادية للوطن ناهيك عن الحملات المسعورة لبعض المأجورين..! فماذا نشاهد في إعلامنا المتلفز؟ إننا وللأمانة نقولها نفتقر إلى حراك إعلامي كبير متعدد الأشكال والألوان لدعم معركة الوطن مع أعدائه وماهو موجود لا يفي بالغرض.. فهل الإعلام إلا الجندي الذي يشد من عضد أخيه على أرض القتال بالكلمة وبالاستطلاع وبنقل الوقائع وفضح المارقين؟ فهل إلى مساحة أكبر ودعم أكبر لدور الإعلام من سبيل؟ هذا مانرجوه.