إن من يقومون بتنظيم وتحريك المسيرات والمظاهرات التخريبية المنادين بالانفصال لايمثلون أي شريحة من المجتمع أو الشعب اليمني ولايمثلون سوى أنفسهم باعتبارهم مجموعة من العملاء المأجورين وقطاع الطرق الذين كان الاستعمار قد جعل منهم سلاطين وأوصياء لقهر أبناء الشعب وإذلالهم وإخضاعهم وأكل ثرواتهم وممتلكاتهم بقوة السلاح وتحت ستار ومظلة أنظمته القمعية. ونظراً لزوال الاستعمار وقيام دولة الوحدة التي قضت وإلى الأبد على قوانين وأنظمة الغاب التي كانت تحمي تلك العصابات وتدعم أطماعها وأهدافها المتوارثة للثراء غير المشروع على حساب الوطن والمواطن والذين لم يجدوا في دولة الوحدة أي مجال لاستمرار وهيمنة من كانوا يعرفون بالسلاطين والمتنفذين فقد تحولوا إلى دعاة للتخريب والتدمير والتمرد والعصيان من خلال قيامهم بدعم وتنظيم مسيرات لتخريب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وقطع للطرق وإقلاق السكينة العامة للمواطنين والاعتداء على أفراد القوات المسلحة وإدخال البلاد في أتون صراعات لا تحمد عقباها. تلك هي خلاصة مخططات عصابات التمرد والتخريب وعملاء الاستعمار أمثال الفضلي ومن على شاكلته من أعداء الوطن والوحدة الذين يتخذون من عملية الحراك كوسيلة لتحقيق أحلامهم الخبيثة وأطماعهم الشيطانية المكشوفة على الملأ والتي لم تلاق سوى احتقار واستهجان ومقت وغضب الجماهير اليمنية لما يترتب عليها من زعزعة للأمن والاستقرار والاضرار باقتصاد البلاد وإعاقة تنفيذ المشاريع الانمائية التي رصدت لها مليارات الريالات في الموازنة العامة للدولة وتعطيل استخدام واستثمار الكثير من المساعدات والمنح المالية الخارجية المخصصة لتطوير وتحديث وتوسيع مشاريع البنى التحتية التي البلاد في أمس الحاجة إليها وبالأخص المحافظات التي خضعت لعقود كثيرة من السنين لنير الاستعمار البريطاني والنظريات الاشتراكية التي أدخلت تلك المحافظات في بحر من الصراعات الفكرية والمذهبية الدامية والتصفيات الجسدية لأصحاب تلك الأنظمة وتسخير موارد البلاد وثرواتها لمصالحهم الشخصية وتمويل الحروب والصراعات الأبدية فيما بينهم على حساب إيقاف عجلة التنمية وحرمان البلاد من أبسط المشاريع الحيوية حتى قيام دولة الوحدة التي تحققت لتلك المحافظات في عهدها من المشاريع الانمائية والعمرانية مايكفي لبناء دولة متكاملة خلال فترة وجيزة من قيامها. لذلك فقد أصبحت تلك المشاريع والمكتسبات الوحدوية محل اطماع شرذمة من المتربصين بخيرات البلاد ومكاسبها والتي لم تأل جهداً في سبيل حياكة الكثير من الخطط والمؤامرات الحاقدة للانقضاض على تلك المكتسبات والمنجزات. وماتقوم به اليوم تلك الشرذمة الانفصالية من دعوات للانفصال لخير دليل على ذلك فليست تلك المسيرات والمظاهرات سوى إحدى الخطط والمؤامرات التي تهدف إلى الاضرار باليمن الموحد وتمزيقه ومن ثم الاستئثار بخيراته وممتلكاته ومكاسب وحدته بالرغم من الاستنكار والتنديد الشعبي والعربي والدولي بتلك المؤامرات وتعبير كافة دول العالم عن رفضها للمخططات الانفصالية. ونظراً لهذا الموقف الدولي الداعم لوحدة اليمن وأمنه واستقراره فإن الواجب الوطني والإنساني والحزبي والسياسي يحتم على كل فئات المجتمع الوقوف صفاً واحداً لمحاربة الأفكار الضلالية لعصابات التخريب والارهاب ودعاة الانفصال والقضاء عليها وتطهير الأرض اليمنية من دنس أفكارها العدوانية ومؤامراتها الشيطانية فوحدة الوطن أكبر من أي مخططات أو مؤامرات لثلة من العصابات المارقة الحالمة بإعادة عجلة التاريخ إلى عهود الأنظمة الشمولية والاستعمارية وستبقى اليمن واحدة وموحدة تحرسها عناية الخالق سبحانه وتعالى وحدقات عيون أبنائها الشرفاء والمناضلين حتى يرث الله الأرض ومن عليها.