عاد المبعوث الامريكي للشرق الأوسط من جديد إلى اسرائيل والضفة الغربية وليس بجعبته أي أثر لماكان قد حمله من تأكيدات سابقة بأنه وبناء على وعود الرئيس اوباما بأن الاستيطان يمثل العقبة الكأداء وان هذه العقبة لن تزول أو تضعف مادام الاستيطان متواصلاً ومستمراً في الضفة الغربية وفي القدس الشرقية بالتحديد.. وكان الكثير من العرب قد توهموا ان الإدارة الامريكية الجديدة لن تكون كما كانت سابقاً أداة طيعة بيد اللوبي اليهودي في الولاياتالمتحدة خاصة وأن تأييداً لسياسة اوباما بصورة عامة وحول مشكلة الشرق الأوسط المزمنة قد ظهر بوضوح في أوروبا وفي أوساط امريكية لها وزنها مايعكس التململ من التأييد المطلق لاسرائيل في الماضي في كل شيء حتى ان ذلك الانحياز والدعم لاسرائيل بدون حدود قد أدى مع مرور الزمن وكثرة الجرائم الاسرائيلية ونزعتها العدوانية التوسعية ورفضها قرارات الاممالمتحدة قد أصابت مصالح وسمعة الولاياتالمتحدة بأضرار كان الكثيرون داخل الولاياتالمتحدة نفسها يرفعون اصواتهم تحذيراً من مغبة السير دائماً والتعصب الاعمى لاسرائيل إلى مالانهاية. لقد حاول ميتشل الذي كان يوصف بأنه المخضرم وحلاّل المشاكل التي استعصت على غيره الا يفهم من عدم تأكيده هذه المرة على وجوب وقف الاستيطان لضمان استمرار أو استئناف المحادثات الفلسطينية - الاسرائيلية على الحل النهائي، فإذا بالتوسع في المستوطنات القائمة لايتوقف والعروض لبناء مستوطنات جديدة تتكون الواحدة من مئات وآلاف الوحدات السكنية تطرح علناً وينكشف ماكان سراً لوسائل الاعلام عبر منظمات مثل منظمة بيت سليم الاسرائيلية وأخرى أوروبية وأمريكية وفلسطينية. وإذاً فقد فاز نتنياهو ووزير خارجيته ليبرمان ووزير الدفاع باراك في كسب معركة كلامية فقط حول الاستيطان أي ان الثلاثة فرضوا آراءهم واسكتوا اوباما وهيلاري كلنتون وميتشل عن الكلام المباح حول أهمية وقف الاستيطان كمقدمة لانهاء مشكلة قديمة ومعقدة وأكثر خطورة من أي مشكلة أخرى في العالم واستطاعت اسرائيل على مدى أكثر من ستين عاماً تحويلها إلى سلة المهملات أحياناً وأحياناً أخرى كقضية عادية لاتستحق ان تكون من الأولويات من أجل السلام والعدالة الدولية وليس في منطقة هي الاهم استراتيجياً واقتصادياً من أي منطقة في العالم.. ودائماً يتلقى الامريكيون مايرغبون من التنازلات الفلسطينية مباشرة أو عن طريق انظمة عربية معينة كانت حاضرة بقوة في فضيحة تأجيل احالة ملف الحرب على غزة وتقرير جولدستون الذي يدين اسرائيل بارتكاب جرائم حرب في غزة إلى مجلس الأمن.