ترتفع وتائر الاستعدادات والتحضيرات لإعداد مدينة تريم عاصمة للثقافة الإسلامية في العام القادم 2010 ، وفي هذه الأثناء تحتشد الجهود الرسمية والشعبية والأهلية في بلادنا للمشاركة الايجابية في إظهار هذه الفعالية الثقافية بالمستوى الذي يليق بثقافة وسمعة الوطن .. فبعد أن وقفت اللجنة اللجنة العليا المكلفة بالاشراف على سير الإعداد والتحضير لتتويج مدينة تريم عاصمة للثقافة الاسلامية التي تضم في عضويتها جهات حكومية مختصة ويرأسها الأستاذ صادق أمين أبورأس - نائب رئيس الوزراء للشئون الداخلية - أمام برنامج ومسودة خطة الفعاليات الثقافية ومشاريع البنى التحتية المزمع تنفيذها في الإعداد لهذه المناسبة جاءت الكثير من البشائر المحملة عن التفاف مجتمعي واسع مع التحضيرات والاستعدادات التي تجريها المؤسسات الثقافية الرسمية في بلادنا التي تعكف حالياً على تنفيذ حزمة من الأنشطة والبرامج الثقافية والعلمية والتي كشف عن بعضها في ذلك الاجتماع الدكتور محمد المفلحي وزير الثقافة وخاصة تلك التي تتعلق بجملة المشاريع في البنية التحتية للمرافق الثقافية في المدينة حتى يمكنها من احتضان المناشط العلمية والثقافية والتراثية المراد تنفيذها في أحلى صورة وبما يبرز عطاءات وتجليات هذه المدينة الثرية ويتناسب مع أدوارها التاريخية والدينية والتراثية والعلمية. فقد كان ذلك التفاعل المثمر والمساهمات الايجابية لكافة الهيئات والمؤسسات الرسمية والشعبية والمدنية مستوعباً لحجم تلك التظاهرة الثقافية النوعية التي تبرز وتظهر الوجه الحضاري والثقافي لليمن عامة ومدينة تريم الثقافية بصفة خاصة.ومن بين هذه المساهمات والمشاركات ما أعلنته مؤخراً مؤسسة الصندوق الخيري للطلاب المتفوقين ومنتدى ثلاثية بامحسون الثقافي في مدينة الرياض والنخب الثقافية من مثقفي حضرموت ومحبي الثقافة من مثقفي العالم العربي ضمن المجهود الأهلي والشعبي والذين أولوا هذا الحدث التاريخي الفريد عنايتهم واهتمامهم وجندوا إمكاناتهم وطاقاتهم للمشاركة في هذه التظاهرة الثقافية الكبرى وهم يعدون العدة لإنجاح فعاليات اختيار تريم عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2010 ، فقد شكلت المؤسسة لجاناً علمية وإعلامية وفنية للإعداد لهذه الاحتفالية وأنيط بكل منها مهام محددة،بحيث تختص اللجنة العلمية بالإشراف على البحوث وتقرير ما سيقدم من البحوث وما سينشر في عدد خاص مميز من مجلتها الشهرية المتميزة "شعاع الأمل"، اذ تختص اللجنة الإعلامية باختيار المواقع التي ستقام فيها المحاضرات والندوات بهذه المناسبة في محافظة حضرموت. والعمل على نشر مجموعة من البحوث التي تسلتمها المؤسسة من بعض الأدباء والمثقفين في الوطن وتتناول مجالات مختلفة من الثراء والتنوع العلمي الثقافي والفكري والثراثي لمدينة تريم. كما يشرع منتدى ثلاثية بامحسون الثقافي بالرياض في موسمه 2009/2010في تقديم عدد من المحاضرات عن هذه المناسبة،بالاضافة الى مشاركة خميسية الوفاء التي يقيمها الشيخ أحمد باجنيد في داره العامرة بمدينة الرياض بتقديم محاضرة عن هذه المناسبة ومشاركة منتدى السيد علي سالم الكاف وغيره من المنتديات والأندية الأدبية في الشقيقة الكبرى السعودية. ولم يقف النشاط عند هذا الحد بل امتد لإقامة ندوة في إندونيسيا ومحاضرة في ماليزيا وأخرى في دولة الإمارات العربية المتحدة.كل ذلك النشاط والحيوية التي تستعد لتقديمها والمشاركة فيها المنتديات الثقافية والأندية الأدبية في الشقيقة السعودية والهيئات الشعبية في بلادنا يترجم تفاعلاً حميداً وايجابياً لكل المثقفين في بلادنا والدول العربية والإسلامية مع هذا الحدث الثقافي الإسلامي الكبير وهو أيضاً يندرج لإبراز دور تريم وعلمائها الأجلاء وإسهاماتهم في مجال التعليم والتأليف والنشر وإثراء العلوم الإسلامية، ولعل ذلك الحراك الثقافي يجدد الأمل في إحياء الثقافة والعلم في تريم بوجه خاص لتتبوأ مكانتها ودورها الريادي كعهدها السابق وأن يحيى النشاط الثقافي في محافظة حضرموت واليمن على وجه العموم.